يدور جدل حاد بين مدرسي اللغة العربية في فرنسا حول البعد الايديولوجي والسياسي للعربية المحكية التي سيمتحن فيها تلامذة في صف البكالوريا لكن بالاحرف اللاتينية. وقد اختار نحو عشرة آلاف تلميذ معظمهم من ابناء المهاجرين المغاربة هذا الامتحان بالعربية المحكية التي لم يدرسوها بل يعرفونها بحكم انتمائهم العائلي وسيسمح هذا لهم بالحصول على علامات اضافية تخولهم للنجاح والانتقال الى المرحلة الجامعية. وكانت وزارة التعليم الفرنسية قد نشرت في السابع من يناير الحالي مذكرة تحدد شروط الامتحان بالعربية لشهادة البكالوريا في يونيو المقبل، وهو امتحان شفهي يختار الطالب فيه بين اللهجة الجزائرية او المغربية او سواها، كما يشمل قراءة نص عربي والتعليق عليه بالاحرف اللاتينية بالرغم من احتجاج عدد كبير من مدرسي اللغة العربية الفصحى الذين صدمهم هذا التحوير في ثقافة لغة الضاد وهويتها . وجاءت المذكرة استجابة لطلب دومينيك كوبيه استاذة العربية المحكية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية التي جمعت في كانون الاول ديسمبر الماضي 300 توقيع على عريضة تطالب باعتماد الاحرف اللاتينية في امتحان البكالوريا للغة العربية. وأوضحت كوبيه ان قراءة نص بالعربية الفصحى يعني استبعاد 75 بالمائة من المرشحين بحجة انهم لا يعرفون لغة لم تنقلها اليهم عائلاتهم بالطريقة الكتابية. لكن المفتشة في اكاديمية باريس للغة العربية بريجيت طحان ترى ان القضية تنطوي في الواقع على بعد سياسي منذ الاعتراف بالعربية المحكية لغة اقليات مناطقية في الميثاق الاوروبي للغات المحلية ,وابدت طحان اسفها للتدهور اللاحق باللغة العربية الذي تمثله الكتابة بالاحرف اللاتينية وتدني مصداقية تعلمنا العربية في الشرق الاوسط.