تحية طيبة,. لاشك ان برامج المسابقات في التلفاز السعودي قليلة ولاتكاد توجد إلا في شهر رمضان ومن هذه البرامج (سباق المشاهدين) حيث يحظى بجماهيرية وشعبية لاتوجدان في غيره من البرامج ويدل على ذلك كثرة المتصلين به من داخل المملكة أو خارجها وهو برنامج منوّع ففيه المعلومات الدينية والأدبية والرياضية والأدبية و,و,و, ولكن عند متابعتي لحلقة يوم الأحد الموافق 14/9/1421ه ورد سؤال (مَن المقصود بصنّاجة العرب؟ هل هو البحتري أو الشنفرى؟) وقد عُدّ البحتري صناجة العرب في البرنامج وهذا غير صحيح بينما الجواب الصحيح للسؤال هو الأعشى وليس البحتري ولا الشنفرى وإليكم نبذة مختصرة عن الأعشى صنّاجة العرب مأخوذة بتصرف من كتاب المعلقات العشر للدكتور مفيد قميحة, اسمه ميمون بن قيس بن جندل الوائلي شاعر جاهلي كنيته أبو بصير ولقبه الأعشى لضعف بصره من شعراء المعلقات ولقبه الآخر صنّاجة العرب لأنه يتغنى في شعره ولأنه أول من ذكر الصنج في شعره حيث قال: ومستجيب لصوت الصنج تسمعُهُ إذا ترجع فيه القينة الفضل الصَّنج: هو ما يوجد في الدفوف ويحدث صوتاً (لسان العرب مادة صنج) قيل عن الأعشى (أشعر الشعراء الجاهليين امرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا طرب). كان يلقب والده بقتيل الجوع لأنه دخل غاراً يستظل فيه من الحر فوقعت صخرة من الجبل فسدت الغار فمات فيه جوعاً، أراد ان يسلم فذهب لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم لإعلان اسلامه فعلمت قبيلته بذلك فأغرته بمائة من الإبل وقالت له إن الرسول يحرِّم الخمر فطمع بالإبل فأخذها وأثناء عودته سقط من إحدى الإبل, فدقت عنقه فمات فلا هو أسلم ولا هو ظفر بالإبل له عدد من القصائد لعل من أشهرها معلقته التي مطلعها: ودّع هريرة إنّ الركبَ مرتحل وهل تُطيق وداعاً أيها الرجل وله قصيدة في مدح المُحلّق مطلعها: أرِقت وما هذا السُّهاد المؤرّق وما بي من سقم وما بي معشق ومناسبة قصيدته في مدح المحلق مذكورة في كتب الأدب ليس هذا مكاناً لذكرها قال عبد الملك بن مروان لمؤدب أولاده: (أدّبهم برواية شعر الأعشى؛ فإن لكلامه عذوبة، قاتله الله! ما كان أعذب بحره! وأصعب صخره! فمن زعم أن أحداً من الشعراء أشعر من الأعشى فليس يعرف الشعر؟). ولِد وتوفي في منفوحة من أحياء مدينة الرياض وكانت وفاته السنة السابعة للهجرة تقريباً وسميت منفوحة لأن قبيلة قيس بن ثعلبة قدمت اليمامة بعدما نزلها عبيد بن ثعلبة وأنزل حوله بطون حنيفة فقالوا: إنك أنزلتنا في ربعك فقال: مامن فضل غير أني سأنفحكم فأنزلهم هذه القرية فسميت منفوحة، وهو من قولهم نفحه الشيء إذا أعطاه، وجميع المراجع الأدبية تتفق على أن الأعشى صناجة العرب بينما لم تذكر ان البحتري صناجة العرب ولكن قيل عن البحتري (أراد أن يشعر فغنى) (المتنبي وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري) وفي الختام نرجو من تلفازنا العزيز ان يكثر من عرض برامج المسابقات لما لها من دور كبير في تثقيف المشاهدين. راشد بن إدريس آل دحيم الأفلاج الأحمر