لنا في السلام عيدان هما عيد الفطر وعيد الأضحى اللذان يأتيان تتويجا لمواسم وعبادات ذات شأن كبير في حياة المسلم، فالأول يعقب شهر الصوم والآخر بعد انقضاء الأشهر الحرم, وعندما يحتفل المسلمون بأعيادهم هذه فانما هو ترجمة صادقة للأهداف النبيلة بأن اعانهم الله ووفقهم على إكمال شهر الصوم وتأدية نسك الحج, وحق لهم ان يفرحوا بذلك مع ما يمثله هذا من تلاحم وترابط للمجتمع المسلم بأكمله,, ولقد أحسنت المناطق والمحافظات وأمانات المدن بتبني برامج تبرز هذه الغايات ومن ثم دعوة الناس للمشاركة والاستفادة من تلك الامكانيات التي حشدت احتفاء بالمناسبة وفي اطار من الشرع المطهر والتقاليد المرعية,, ومن ذلك ما نشاهده من احتفالات عيد الفطر المبارك لهذا العام في مدينة الرياض، فلقد كان للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وامانة مدينة الرياض جهد واضح في الإعداد والتنظيم لهذه المناسبة الكريمة, ولعل القارىء والمواطن بشكل عام والإخوة المتواجدين من الجاليات العربية والاسلامية هنا في العاصمة لمسوا هذا العمل الذي يذكر فيشكر للقائمين عليه جهدهم الواضح والمتواصل، وهو ما يعكس ايضا اهتمام تلكما الجهتين ونهوضهما بادوار متعددة وكثيرة للارتقاء بمستوى هذه المدينة والتي اضحت بحمد الله مثلا يحتذى لكثير من الجهات تنسيقا وتنظيما واعداداً. ان هذه المناسبات التي ترعاها جهات حكومية لابد ان تعطي ثمارها بعون الله كما تعكس اهتمام امانة مدينة الرياض وتبرز الجهد الذي توليه الامانة لخدمة العاصمة وسكانها وزوارها، ومن المؤكد انها تستفيد من تجارب الأعوام السابقة كما اوضح ذلك امينها الدكتور عبدالعزيز العياف وكما هو مشاهد هذا العام مقارنة بما سبقه من احتفالات هذا وقد حفل البرنامج بالكثير من الانشطة المتنوعة وزاد من تألقه أن وزعت فعالياته على العاصمة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا بشكل قصد منه كما جاء في كتيب البرنامج ادخال السرور والبهجة في قلوب المواطنين والمقيمين. لقد سعدت في أول ايام عيد الفطر المبارك لعام 1421ه بمشاهدة احتفالات قصر الحكم ورأيت من الانجازات سواء مايتعلق بالحفل او ما هو على مستوى التطوير لوسط العاصمة ما أعجز عن وصفه، كما ان عبارة كتبت تقول (قلب الرياض يعود الى المستقبل) تترجم بعضا مما هو موجود على أرض الواقع بمعنى ان قصر الحكم وما حوله او ما يسمى قديما (بالديرة) بما في ذلك مركز الملك عبدالعزيز التاريخي نال الكثر والكثير من التطوير والذي يعد بحق أحد الانجازات الرائعة والمهمة التي ترعاها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض,, هذه المنطقة من العاصمة تحكي الاصالة والمعاصرة بكل معانيهما,, وأدعو المواطن هنا في الرياض وفي كل ارجاء بلادنا الحبيبة ان يطلع بنفسه ولا تفوته الفرصة على هذه الانجازات بما فيها جامع الامام فيصل بن تركي ومبنى إمارة المنطقة وامانة مدينة الرياض والأسواق التجارية الواسعة والضخمة والميادين الفسيحة المزدانة بالأشجار والشلالات والطرق الجميلة المرصوفة بشكل يأسر الناظر وينقله لعالم الخيال وأشياء كثيرة لابد ان يكتشفها زوار الرياض حين تجوالهم في قلب العاصمة المشع والمفتوح للمواطن والوافد، أو في بقية أجزاء المدينة التي تكتسي في ايام عيدها ابهى الحلل، وله أن يحكم بعد ذلك بمايراه ويلمسه عن كل ما قلته كاشارات اوردتها على سبيل المثال لا الحصر عن قلب العاصمة او بقية اجزائها والتي تلألأت ميادينا وطرقاتها واحياؤها على سعتها وكثرتها بالزهور وتجلت لزوارها ومحبيها في احسن صورة وابهى منظر, ولا ننسى ان نزجي شكرنا لجريدتنا الجزيرة على اهتمامها الدائم والمستمر في إبراز افراح الوطن ومشاركة الجميع مناسباتهم بالكلمة والصورة وتقديم كل ما يمكنها عمله لربط المواطن باخوانه في اي مكان على تراب هذا الوطن الغالي وكل عام والجميع بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.