قال الصمة بن عبدالله القشيري نحو 95 ه : أقول لصاحبي والعيس تهوي بنا بين المنيفة فالضمار تمتع من شميم عرار نجدٍ فما بعد القشية من عرار الا يا حبذا نفحات نجدٍ وريا نشرها بعد القطار وأهلك اذ يحل الحي نجدا وأنت على رقانك غير زار شهور ينقضين وما شعرنا بأنصاف لهن ولا سرار فأما ليلهن فخير ليل وأقصر ما يكون من النهار وهو القائل أيضا: قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى وقل لنجد عندنا ان يودعا أقول: والذي لا ريب فيه فوات هذه السنين وتصرمها تمضي للفناء وهي رهينة به حتى اذا استكثر عاقرها بالذكريات وحمل أحاسيسها تلفت لماضيها وما يحمله من طيبها وسقيمها أفضى الى شيء من الشعور الواقع ذي الرونق والاسعاد، او الهم والاشفاق، وعندئذ تفيض المشاعر وتسكب الذكريات، والعطاء عندئذ أشتات بين عطاء مادي ملموس يظهر عند الموهوبين من الشعراء بما يسطرونه من نتاج أدبي شعري مقروء كما هو في شعر القشيري السابق الذي سكب تلك الرؤى في الأبيات السابقة فكانت المحصلة ترجمة تلك الذكريات بهذه الصورة الأدبية المؤثرة والذين ليسوا بشعراء فهم يظهرون تلك الأحاسيس بنفثات حرى: آهة او دمعة ساخنة تفيض بها العيون، ولا ضير فالمحصلة واحدة والأمر الى فوات.