تتجه أنظار الجماهير السعودية بل والخليجية مساء هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان الفضيل صوب استاد الصداقة والسلام التابع لنادي كاظمة بمنطقة العديلية بدولة الكويت الشقيقة وذلك عند الساعة الثامنة والنصف مساء حيث يحل زعيم القارة الآسيوية العالمي فريق الهلال السعودي ضيفا على الرياضيين الكويتيين لأداء مباراة الاياب ضمن بطولة الأندية الآسيوية العشرين للأندية أبطال الدوري التي ستجمعه مع نظيره ومستضيفه فريق السالمية. يدخل الفريقان هذا اللقاء برغبات مختلفة بعد نتيجة مباراة الذهاب التي جمعتهما على استاد الملك فهد الدولي بالرياض وانتهت لصالح الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف، لذا فإن الهلال سيدخل هذه الليلة بأكثر من فرصة لتخطي هذا الدور أضعفها الخسارة بهدف وحيد او التعادل بأي نتيجة أو خيار آخر يتمثل بالفوز، أما خسارته بهدفين دون مقابل لا سمح الله فهي لمصلحة السالمية باعتبار انه سجل هدفا بأرض الخصم. في المقابل فإن السالمية سيدخل هذه الليلة وهو يضع نصب عينه ان مصيره في التأهل مرتبط بتسجيله هدفين دون ان يدخل مرماه اي هدف كما انه يدرك تماما انه يلاقي الهلال الفريق الصعب صاحب الإنجازات الكبيرة والذي لم يستطع التغلب عليه خلال الثلاث مواجهات السابقة التي جمعت بينهما على نطاق التصفيات الآسيوية. التوازن في الدفاع والهجوم,, مطلب نجح السيد بلاتشي المدير الفني لفريق الهلال في تقدير المعطيات والظروف التي يعيشها فريقه في جميع المباريات السابقة بعد ان اقنع الجميع حتى معارضيه في طريقة اللعب على أرض الملعب حيث يعتمد غالبا على طريقة جيدة ومتوازنة هي 4/5/1 حيث استطاع اغلاق كل الطرق والمنافذ المؤدية لمرمى الدعيع من خلال تنفيذ اللاعبين المحكم لمهامهم الدفاعية والمشاركة والانقضاض على حامل الكرة في الفريق الخصم والانطلاق سريعا لمرمى الخصم في الهجمات المرتدة على مرمى المنافس وهذا الاسلوب جاء بنتائج جيدة على اقل تقدير حين لعب مباراة الذهاب على السوبر الآسيوية أمام شيميزو في اليابان بنفس هذا الاسلوب خاصة وان الاجواء في مباراة الليلة مشابهة إلى حد ما مع مباراة اليابان من حيث اللعب على ارض الخصم والاجواء الباردة وقوة المنافس. لذا على بلاتشي ان يفرض الرقابة على مفاتيح اللعب لدى المنافس والضغط على حامل الكرة من بداية الهجمة وهذا يتطلب تكليف المهاجمين وبالذات الكاتو والتمياط والشلهوب لتعطيل الهجمات قدر الإمكان وكل ما نجح لاعبو الهجوم والوسط في تضييق المساحات وقطع الكرات في بدايتها فإن هذا سيثمر عن تقليل الخطر على مرمى الدعيع وكذلك ارتكاب لاعبي السالمية الاخطاء والتصرف المتسرع بالكرة، هذا في النواحي الدفاعية، أما في حالة الهجوم فإن على بلاتشي مطالبة لاعبيه بضرورة سرعة تنفيذ الهجمات المرتدة على مرمى السالمية خاصة تلك الكرات التي تقطع من وسط الملعب نظرا لوجود ثغرات عدة في دفاعات السالمية كشفت عنها مباراته الأخيرة في كأس ولي العهد الكويتي أمام فريق الكويت حيث تمكن فرج لهيب مهاجم الكويت من تشكيل خطورة في كل كرة يستلمها وبالذات داخل الصندوق نتيجة تباعد قلبي الدفاع وعدم تفاهمهما مع بعض. السالمية هجوم وهجوم,, فقط في المقابل فإن السالمية سيدخل هذا اللقاء مهاجما منذ البداية حتى يتمكن من تحقيق هدفين هما غايته ومطلبه من هذا اللقاء لذا فإن ايفان الكرواتي سيبدأ مهاجما حيث لا يوجد ما يخسره فالفريق لديه خط هجوم ناري يعتبر من أفضل اللاعبين على مستوى الخليج وهما نجما الكويت بشار عبدالله وجاسم هويدي اللذان يعرفان جيدا وضع فريق الهلال لاحترافهما السابق معه، وعملية التسجيل في مرمى الدعيع بالنسبة لهما ليست بالأمر المستحيل خاصة وان لدى الفريق ممونا جيدا في وسط الميدان وهو ناصر العثمان الذي برز مؤخرا مع المنتخب وربما يلجأ ايفان إلى اشراك علي مروي في خطوط المقدمة إذا اقتضت الحاجة وارجاع بشار للعب في الوسط لخلق الفرص للمهاجمين او يتقدم هو من الخلف ليبتعد عن الرقابة المتوقع ان تفرض عليه من دفاعات الهلال. ولكن ايفان يدرك جيدا ان هذه الطريقة ستتسبب في اضعاف خط الدفاع الذي كثيرا ما اشتكى منه بضرورة تدعيمه بلاعب اجنبي لذا سيحاول قدر الإمكان قطع الهجمات المرتدة في مهدها عن طريق المهاجمين اولا ثم لاعبي الوسط بتكثيف هذه المنطقة بعدة لاعبين للسيطرة عليها. المباراة,, لعبة مدربين لقاء الليلة ليس به أسرار أو اوراق متخفية فجميع الأوراق مكشوفة لدى الطرفين فبلاتشي لديه اطلاع كامل عن أوضاع السالمية ومصادر القوة والضعف وطريقة اللعب استنتجها من مباراة الفريق السابقة,, وهو خبير متمرس في كرة القدم الخليجية بسبب الوقت الطويل الذي امضاه في المنطقة متنقلا بين عدة اندية بحيث اصبح مطلبا لكثير من الأندية بعد النتائج الجيدة التي حققها مؤخرا مع الهلال. بلاتشي قادر على قراءة المباراة ومعطياتها ويعرف جيدا ماذا يريد منها فطريقة اداء الهلال في مباراة الذهاب الآسيوية امام شيميزو كانت جيدة ومقنعة استطاع خلالها توظيف لاعبيه جيدا رغم قلة معرفته بالخصم بعكس مباراة الليلة. ولكنه يدرك بلاشك ان خصمه اليوم واحد من المدربين الجيدين الذين ينتمون لنفس مدرسته وهي مدرسة اوروبا الشرقية وهو يعرف إمكانات لاعبيه جيدا ويعرف ايضا فريق الهلال وإنجازاته وإمكانات لاعبيه واثبت في عدة لقاءات اجادته استخدام أوراق التبديل التي استطاعت قلب الموازين في عدد من المباريات الهامة كما انه يسعى الليلة لمفاجأة بلاتشي بأسلوب مغاير عما كان عليه في المباراة السابقة بعد الزج بجميع اوراقه واللعب بطريقة متوازنة تكفل له تحقيق أهدافه. لاعبو الفريقين,, بالميزان الهلال من المتوقع ان يدخل لقاء الليلة بنفس اللاعبين الذين لعبوا مباراة السوبر الآسيوية وذلك بتواجد الدعيع في حراسة المرمى كمصدر اطمئنان في حين سيلعب النزهان والدوخي كظهيرين والمفرج واحمد خليل بديل الشريدة في قلبي الدفاع والغامدي والشهري بديل ابواثنين في المحور وأمامهما الثلاثي مانغوت والتمياط والشلهوب بينما يتواجد الكاتو وحيدا في المقدمة وهذه التشكيلة المثالية استطاعت ان تصل بالفريق إلى اشبيلية كممثل لقارة آسيا. في المقابل فإن السالمية سيبدأ بالشاب هشام كنكوني كحارس مرمى والمرطة وعلي عبدالرضا وعبدالعزيز علي حيث يغيب عن هذا الخط علي فلاح لحصوله على انذارين بينما نجد ان افضل العناصر في الوسط ناصر العثمان الذي يعتمد عليه ايفان كثيرا لبناء الهجمات في حين ان الثنائي بشار والهويدي سيشكلان خط الهجوم وهو أفضل خطوط الفريق. ومما سبق يتضح ان الهلال يتفوق في خطوطه الثلاثة الحراسة والدفاع والوسط بينما الافضلية في المقدمة هي دون شك لمصلحة السالمية الذي ربما يشرك علي مروي اذا تطلب الامر ذلك. أوضاع الفريقين قبل اللقاء الهلال يدخل هذا اللقاء بمعنويات عالية بعد النتائج الجيدة التي حققها مؤخرا بحصوله على بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس وفوزه بكأس السوبر الآسيوية وتأهله لنهائيات كأس العالم للأندية والفريق مستقر سواء على المستوى الفني بوجود بلاتشي او من حيث اللاعبين أصحاب الخبرة والذين اعتادوا على مثل هذه النزالات وعلى الرغم من غياب الثنائي الشريدة وابواثنين فإن البديلين صاحبا خبرة ايضا وبالذات احمد خليل. أما فريق السالمية فهو ايضا يدخل بمعنويات عالية عقب ان تمكن من الصعود للعب على المباراة النهائية في كأس ولي العهد التي لم يتمكن من تحقيقها في تاريخه بالإضافة إلى ان الفريق لم يخسر طيلة المباريات السبع الماضية وقد يتأثر هذه الليلة بفقدان بعض عناصره المهمة وبالذات علي فلاح في الدفاع ولاعب الوسط السنغالي بابا سبيريا.