بأيديهم,, وبنجومهم,, بجماهيرهم زف الهلاليون مساء امس زعيم آسيا وفريقها الذهبي بطلا للسوبر الآسيوية وممثلا للقارة الصفراء في كأس العالم للاندية في اسبانيا,, وذلك بعد فوز الزعيم على فريق شيميزو الياباني بمجموع المباراتين بالفوز في لقاء الذهاب في اليابان 2/1 والتعادل في الرياض بهدف لمثله,. اجتاز الهلاليون بالامس مباراة عصيبة نفسيا وفنيا وتكتيكيا تعامل معها بلاتشي بحذر وفضل اللعب على المضمون والبقاء في ملعبه تاركا لليابانيين امتلاك الكرة والمبادرة بالهجوم مستفيدا من تقدم الهلال في مباراة الذهاب واللعب بفرص الكسب المتاحة امامه,, الهلال بالامس شرف الكرة السعودية كعادته في كل المحافل الدولية,, وأضاف للوطن انجازا تاريخيا جديدا بانتزاعه لكأس السوبر من الكرة اليابانية وتحقيقها للمرة الثانية في تاريخه كأول فريق آسيوي يحقق هذا الانجاز ثم يتوج كل ذلك بتمثيل القارة الصفراء في المونديال العالمي للاندية في اعظم انجاز يمكن ان يكافئ هذا الفريق العريق ونجومه الكبارز, لقد حقق الفريق الازرق لقب الزعامة المطلقة محليا وعربيا وآسيويا وها هو الآن ينطلق نحو الكبار لينافس كرة العالم بجدارة واستحقاق,, جدارة الانجاز,, والتميز وأحقية التمثيل التي انتزعها الهلاليون في الملعب وامام الاشهاد,. بالأمس اثر الضغط النفسي الكبير على نجوم الزعيم وفرضت اهمية المباراة وقوة الفريق الخصم ورغبته بالتعويض على الهلاليين الاكتفاء بالتعادل حيث تقدم شيميزو بهدف السبق في الدقيقة 29 من زمن شوط المباراة الاول لكن الهلاليين وكعادتهم في مثل هذه المناسبات منحوا الاخرين الامل,, ومنحوا الفريق الخصم شيئا من الاعتبار ليقرروا هم متى وكيف ينتصرون فجاء الرد القوي والمدوي بحجم المشاركة العالمية المقبلة من قدم النجم الكبير والجندي المجهول عمر الغامدي,, الذي كان بالفعل تيجانا الكرة السعودية ونجمها الانيق في ليلة الانتصار العالمي فأودع كرة مانجوت الصعبة الشباك اليابانية ليؤكد ان مكان الزعيم الحقيقي هناك,, حيث الكبار,, والمتعة والمنافسة الشريفة,, والمناسبة اللائقة بنجوم الزعيم ورجاله الابطال. سوبر الكرة الآسيوية المتوجين الليلة التاريخية بالامس كانت هلالية خالصة,, استجاب خلالها انصار الزعيم لنداء فريقهم,, فغصت بهم مدرجات الاستاد الدولي ليحتفل الجميع في ليلة فرح يجيد الهلاليون صناعتها والتعامل معها وتقديم فريقهم عبرها,, نعم لقد قدم الهلاليون انجازاتهم للملأ واحداً تلو الآخر,, ففي اسبوعين فقط انتزع الزعيم كأسين غاليين فانتزعوا كأس العرب ثم سوبر آسيا ومعه بطاقة الترشح الثانية لكأس العالم عن القارة الآسيوية. فهنيئا للوطن انجاز الزعيم السوبر,, وهنيئا للهلاليين فريقهم البطل,, وجماهيرهم العظيمة ونجومهم الكبار الذين اخفوا الفريق الياباني القوي وتجاوزوه على ارضه وبين جماهيره أولا,, ثم حالوا دون التفريط بهذا الفوز بتعادل قوي امام جماهيرهم الغفيرة ليكون الفرح اكبر والانتصار الذ وأمتع,. هكذا هو الزعيم,, لم يترك مناسبة إلا وحققها ولم يترك لحظة فرح إلا وقدمها لجماهيره,, ولوطنه,, فألف مبروك لرياضة الوطن انجازات الزعيم وهنيئا ياوطن الزعيم,. المباراة بدأ الفريق الهلالي المباراة مدافعاً ومتيحاً الفرصة للفريق الياباني بالاستحواذ على الكرة وأخذ زمام المبادرة في بناء الهجمات, فالسيد بلاتشي دخل اللقاء بنفس العناصر التي لعبت لقاء الذهاب والمكونة من الدعيع، الدوخي، الشريدة، المفرج، النزهان، أبو اثنين، الغامدي، مانجوت، الشلهوب، نواف، والكاتو,. ظهر الفريق الهلالي خلال الشوط الأول بأداء باهت وتثاقل من لاعبيه وتوتر غير مبرر فالوسط كان متفرجاً وغير قادر على بناء الهجمات أو حتى متابعة تحركات خط الوسط الياباني الذي وجد به خمسة لاعبين باستمرار,, حيث لم يظهر الغامدي وأبو اثنين مما أثر على خط الدفاع الهلالي الذي كان مهزوزاً,. ورغم البداية الضعيفة للهلال في المبارة إلا ان أول فرص اللقاء سنحت للكاتو حين تلقى كرة عرضية من الدوخي تجاوزت المدافع لتجد الكاتو الذي وضعها برأسه من فوق العارضة بدلا من الشباك الخالية,, وذلك بعد دقيقتين فقط,. بعد ذلك تسلم الفريق الياباني شيميزو دفة اللعب معتمدا على تشكيل 3/5/2 بوجود المدافعين الثلاثة ماريوكا وكارلوس ألبرتو وكوجا في العمق وفي الأطراف يوشيدا وأشياكاوا,, أما الوسط فقد تفوق بتحركات البرازيلي الممتاز اليكس ومعه ماساكا وشوتارو وفي الهجوم شوكارو وإيتو,, واعتمد الفريق الياباني على الاستحواذ على الكرة والضغط على الفريق الهلالي داخل ملعبه مع بناء الهجمات عن طريق الأطراف التي تنقل فيها البرازيلي اليكس فيما شكل المدافع الأيمن إشيكاوا خطورة كبرى ناحية النزهان,. هجمات الهلال كانت محدودة وواضحة في اعتمادها على الدوخي ومانجوت في اليمين والنزهان والشلهوب في اليسار ونواف خلف الكاتو,, وتركز اللعب الهلالي على تحويل الكرات في العمق للكاتو أو الكرات العرضية التي تعامل معها الدفاع الياباني جيداً,. أداء الهلال كما قلنا اعتمد على متابعة تحركات الفريق الياباني,, ومحاولة تحجيم هجماته,. وبقي الهلاليون في ملعبهم معظم فترات هذا الشوط دون أن تكون هناك هجمات سريعة وكرات سلسة ومن لمسة واحدة,, مما أظهر الفريق الهلالي كفريق عاجز لا يجيد الدفاع ولا يقوم بالهجوم. وشهدت الهجمات الهلالية القليلة خطورة كبرى نظراً لضعف الدفاع الياباني واندفاع لاعبيه للهجوم,, ومع انحصار اللعب في المنتصف ينجح الفريق الياباني في إحراز هدف المباراة الاول من أول هجمة حقيقية له على مرمى الدعيع. (د 29) هدف ياباني حول اليكس عرضية داخل المنطقة واجهها شوتارو برأسه تصدى لها الدعيع لتعود للمندفع إشيكاوا الذي سددها قوية على يمين الدعيع هدفاً أولاً في المباراة,, هذا الهدف ضاعف مهمة الهلاليين وأربك الفريق الذي بدا فاقداً لقدراته كفريق جماعي ولذلك عاد اللعب للمحاولات الفردية ومنها قام التمياط في الدقيقة 34 بالاختراق في كرة من منتصف الملعب ليتجاوز الجميع ويواجه الحارس ثم يسدد الكرة من فوق العارضة,, تلتها كرة مماثلة من عرضية مانجوت لتجد الكاتو أمام المرمى يضعها برأسه في يد الحارس مهدرا هدفاً ثانياً,. حيث تركزت هجمات الهلال على المحاولات الفردية وترك اللعب الجماعي والاستحواذ على الكرة لليابانيين,, دون خطورة على مرمى الدعيع باستثناء كرة من رمية تماس تصل ماساكا يسددها قوية يتصدى لها الدعيع ببراعة,, وذلك في الدقيقة 44 من زمن المباراة, ليمضي اللعب بعد ذلك وسط الميدان حتى أنهى الحكم هذا الشوط بتقدم شيميزو بهدف وحيد,. الشوط الثاني شوط المباراة الثاني لم يختلف كثيرا في بدايته عن الأول فقد واصل الفريقان نهجهما مع كثافة هجومية يابانية حيث اندفع اليابانيون لملعب الهلال وفتحوا اللعب عن طريق الاطراف مما احرج الدفاع الهلالي في بعض الفترات,, ومع مضي الدقيقة الثالثة كاد ايتو أن يحرز الهدف الثاني لفريقه من ضربة راس بعد عرضية الظهير الايسر يوشيدا الذي شكل هو الآخر جبهة قوية امام الدوخي,, وبعد ست دقائق يتعرض الشريدة لشد عضلي ليترك مكانه لأحمد خليل,, ويحاول الهلاليون تنظيم صفوفهم باللعب السريع وتقارب المساحات بين اللاعبين لكن معظم الهجمات الهلالية انتهت على مصيدة التسلل اليابانية نتيجة وقوع الكاتو بها وبشكل متكرر,, ومع تحسن مستوى مانجوت خلال هذا الشوط ونشاط الشلهوب ينجح الهلال في مبادلة شيميزو اللعب والاستحواذ على الكرة,, وكاد نواف ان يهز شباك الحارس ساندا من تسديدة قوية من فوق العارضة ليقوم المدرب الانجليزي برومان بتغيير لاعبه ماساكا في الوسط ويشرك مكانه كوهي,, وذلك لتنشيط الوسط بعد تحرك الهلاليين قليلا غير ان مانجوت لم يمهل اليابانيين كثيرا حين صنع كرة الهدف الثمين لعمر الغامدي الذي عدل النتيجة. د 25 هدف تعادل هلالي فقد انطلق مانجوت خلف كرة في العمق الياباني وسقط مع المدافع لكنه لعبها براسه لتجد الغامدي الذي سددها قوية رغم مشاركة المدافع بتجاوز الحارس وتسكن الشباك اليابانية,. هذا الهدف اعاد الهلاليين للمباراة ليقوم بلاتشي باشراك منصور الشهراني بدلا من فيصل أبو ثنين وهو تغيير وفق فيه بلاتشي كثيرا نظرا لان مشكلة الهلال في المباراة كانت في تواضع المحور وابتعاد ابو ثنين عن مستواه المعهود,, وبالفعل تحسن اداء الهلال بوجود الشهراني ومشاكساته في العمق مما منح الهلاليين حرية اكبر في بناء الهجمات ومن احدى هذه الهجمات كاد الشلهوب ان يعزز هدف فريقه عندما تسلم كرة وحيدا ناحية الشمال مواجها للمرمى ثم سدد كرة قوية نجح الحارس في التصدي لها,, وذلك بعد 33 دقيقة لعب ليرد عليه المهاجم المتحرك شوتارو بكرة تسلل خلفها في غفلة من الدفاع لكن الدوخي لحق به وأبعد الكرة اثناء تسديدها إلى ضربة زاوية ظلت خطورتها قائمة بعد تنفيذها امام المرمى لكن اشاكاوا سددها عشوائية من فوق العارضة. هذه الفترات شهدت اداء مفتوحا من الطرفين فتحرك نواف ومانجوت والكاتو لكن التسلل أفسد معظم الهجمات الزرقاء ويقوم المدرب الياباني باشراك مهاجم آخر هو كوبوياما مكان اوسار راميا بجميع اوراقه الهجومية في اللقاء لكن الدفاع الهلالي ومن خلفه العملاق محمد الدعيع تصدى لمعظم المحاولات اليابانية واغلقوا المنطقة الخلفية بشكل جيد,, ونظرا للتركيز الياباني على منطقة النزهان قام بلاتشي باشراك المسعري مكان الشلهوب ليغلق هذه المنطقة بشكل كامل وهو ما حدث بالفعل لتظل الكرة بعد ذلك في منتصف الملعب وبعيدا عن مناطق الخطورة في المرميين حتى اعلن حكم اللقاء نهاية المباراة وتتويج الزعيم بلقب آسيوي جديد وترشحه لكأس العالم للاندية بجدارة واستحقاق تامين. من المباراة * الزعيم حقق البطولة السابعة على التوالي وفي عام 2000 فقط. * جماهير هلالية كثيفة ملأت مدرجات الاستاد وساندت ممثل الوطن بكل قوة. * نال النجم نواف التيماط جائزة افضل لاعب في المباراة وهو الذي حققها ايضا في لقاء الذهاب. * الدعيع كان عملاقا بالامس وقاد فريقه نحو الاندلس. * بلاتشي تعامل مع المباراة بحذر كبير ولم يهاجم بشكل متواصل مفضلا اللعب على المضمون ونجح في قيادة فريقه نحو بطولة اندية العالم وتحقيق اللقب الثالث له هذا العام مع الزعيم. * شيميزو قدم مباراة قوية جدا ولعب مهاجما طوال المباراة لكنه لم يحقق سوى التعادل ليحل وصيفا للزعيم. * الضغط النفسي وأهمية المباراة جعلت الزعيم يقدم وجها آخر لكرته المعهودة ويحقق الكأس بطريقته الخاصة. * بعض لاعبي الهلال تأثروا كثيرا بأهمية المباراة ولذلك كانوا بعيدين جدا عن مستوياتهم المعهودة لكن الزعيم حقق الانجاز وشرف الوطن كالمعتاد. * حكم المباراة الصيني لوجون قاد المباراة بكفاءة عالية وانذر كل من أحمد الدوخي والكاتو من الهلال وكوهي من شيميزو. * الكاتو أفسد كل مجهوده الكبير في المباراة بوقوعه المتكرر في مصيدة التسلل واهداره لهدفين بضربتي رأس سهلتين جدا. * إصابة الشريدة وظروف المباراة فرضت على بلاتشي اجراء تغييرات خاصة وحرمته من فرصة تعزيز الهجوم في الشوط الثاني. * مانجوت مقاتل جيد على الكرة,, ومع استمرار المباراة يتطور مستواه تدريجيا حيث نجح في صناعة هدف التعادل الثمين. * عمر الغامدي في كل بطولة للهلال له لمسة ذهبية وفي كل نهائي يظهر هذا العملاق مؤكدا انه تيجانا الكرة السعودية الرائع.