لا أحد يخالجه الشك في الدور الفعلي الذي تقوم به المكتبات العامة في تنمية مهارات المستفيدين الثقافية، فالمكتبة صنو المدرسة والبيت في التربية والتثقيف,والمكتبات بشكل عام قد أدت دورها منذ القدم فهؤلاء فطاحلة العلماء قد تخرجوا منها وقد نهلوا من معينها العذب الذي لا ينضب حيث كانت من أولويات اهتمام الأمراء والحكام، ودور الكتب كانت سائدة في ذلك الزمن وكان يرتادها معظم فئات المجتمع. وفي عصرنا الحاضر لم تأل حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة المعارف بافتتاح المكتبات العامة حيث أخذت كل مدينة نصيبها من هذه المكتبات وقد بلغت المكتبات العامة في بلادنا 70 مكتبة عامة تقريباً أغلبها في مبان حكومية صممت خصيصاً لتكون مكتبة عامة زودت بأهم المراجع الثقافية في شتى علوم المعرفة هيئت فيها سبل الراحة ويشرف عليها موظفون يتشرفون بخدمة الرواد والباحثين. ولكن لو طرحنا سؤالاً على المكتبات العامة مم تشتكين أيتها المكتبات؟ لأجابت قطعاً وبلا شك: شكواي الوحيدة عزوف الرواد عني وعدم رغبتهم في زيارتي, فالمكتبات في هذا الزمن هجرت الا من مجبر على بحث فرض عليه، أو من قارىء لصحيفة أو مجلة ليس لديه استطاعة في دفع ثمنها يومياً,ويلاحظ على هذه المكتبات العامة هجرانها من قبل الكثيرين، وخاصة في وقت الاجازة التي يكثر فيها وقت الفراغ لدى طلاب المدارس، ومع ذلك فقد يمر اليوم كاملاً ولم يدخل المكتبة قارىء كلف نفسه البحث عن معلومة أشكلت عليه، أو أثيرت في مجلس كان يحضره، لذا لابد أن يكون للمراكز الصيفية دور كبير في تعريف الطلاب بأهمية المكتبات العامة وضرورة زيارتها، والله أسأل أن يوفق الجميع الى ما فيه الخير والصلاح, حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الحق خطاكم. صالح محمد العيد جامعة الامام محمد بن سعود بالقصيم