إذا قيل لك عن حساسية النشر في دول العالم الثالث فصدق ولا تناقش لأنك لن تخرج أبدا بأي حصيلة تفيدك او تغير شيئا! فأنت تستطيع مثلا وصف الأمور المبهمة وغير المفهومة بالمنافية لقيمة يعتبرها المجتمع أو عادة يتمسك بها او تقليد لا يمكن الخروج عنه، بل وربما أمكنك تشبيه البيضة بالسياسة والدجاجة بالآلة الحربية! فما المانع أصلا طالما أن التخمينات مفتوحة على آخرها والكل يجتهد حسب استنتاجه وحالة المزاجية التي قد تكون مضطربة وقتها، ولو تأملنا وضع الصحافة العربية أو لنقل الرقيب عموما بوسائل الاعلام الجماهيري لوجدنا مطبوعة تجيز مادة رفضتها مطبوعة ثانية بنفس الدولة ورقيب يصرح بدخول مصنفات ونشرات رفضها آخر كان جالسا قبله بلحظات يتوسد الكرسي ذاته وينحني متأملا الأوراق أمامه, والفرق أن الثاني غادر والأول باشر, ومشكلة الرقابة والمقص الحاد المتعرج بطرف حاد وطرف أملس ناعم لا يقص خيط ابرة مسألة أفولها كمحض الخيال واستمرارها مثلما هي الآن فرضية أقرب للتصديق، ولكي نبعد حامل المشرط عما يعرضه للحكم الخاطىء والمجاوز للمنطق لابد من عزله تماما داخل غرفة محكمة الاغلاق لا يغادرها أبدا! حتى لا يتعكر صفو خاطره أو يتأثر بالظروف المحيطة والضاغطة عليه، وهو بطبيعة الحال تصرف مستحيل ولا يقبل به أحد! والنتيجة ليس لنا إلا القبول بهتلر ولو كنا ضد هتلر ؟!!