ما الذي لا يجعل القلوب تتفطر عليك حزناً.., وغضباً..، ورجاءً..؟!! حزانى، ولا باليد حيلة يا سوريا.. غاضبون، ولا حول لنا يا سوريا.. راجون وكلنا لله لاجئين نرجو لك رحمته، ونصره، وأزره، وجنده، وعفوه، وكرمه، وفضله.. كلنا، كلنا يا سوريا من الأب الأكبر، للرضيع الأصغر.. من الوريد للوريد.., ومن البصر للسمع، ومن الخفق للدمع.. تعالى الله، تعالى، لا يرد عنك البأس إلاّ هو.. وقد فاض الكيل فيكِ.. واستوى الحال مع حالك يتفطّر فينا..! حزانى على أرضك استوحشت من البغي.., وأرواحك تجمّدت من زمهرير القسوة.., وصغارك شلّت أطرافهم.., وزُهقت أرواحهم, وتناثرت ألعابهم، وأُحرِقت أحلامهم، وأُطفئِت أبصارهم، وصُمّت آذانهم.., وأثداء أمهاتك جفّت ألبانها فزعاً، وغيلة، وشتاتاً، وحرماناً، وفقداً.., ومسنّون كُسرت ظهورهم، وابتُليت أيامهم، وطُمست خُطاهم.. غاضبون لكلِّ ذلك ما نعلم، ولأكثر من ذلك ممّا لا نعلم.. والناس تتابعك، تتحدّث عنك، تبكي لك، تصلِّي لأجلك .. رجاءً فيمن بيده الأمر..، تعالى تعالى، المعزّز لنصرتك.., المقتدر على طاغيتك..، الذي لا يجليها كربتك إلاّ هو.., عظمت رحمته في السماء والأرض.., ونفذ قضاؤه في الأرض وفي العبد.., وقرب فرجه ما زاد البحر في الجزر والمد.. تعالى تعالى، ليس لها إلاّ هو، يرفع عنك الغمّة.., ويعز ما اعتراك من الذلّة..، ويمد الفقر فيك لكل رحمة بفضل منه, ورحمة.. لا رحمة أوسع ممّا عنده، ولا قادر على كشف ما فيك إلاّ هو.. لكِ يا سوريا الحزن، والغضب، والرجاء.. وعميق الصلاة، وكثير الدعاء.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855