بينما نحن منهمكون في توزيع المتطوعين من طلبة وطالبات كلية الطب والصيدلة والتمريض على فرق جدة التطوعية الميدانية ..كان هناك فريق مرافق لجهود وزارة الصحة من خلال فرقها الميدانية..وقد كان الفريق من طلبة كلية الطب يساند المتخصصين في مواساة المتضررين من أزمة سيول جدة ويقابلوا النازحين ويقدموا لهم الدعم النفسي والطبي..ومن خلال جولاتهم قابلوا امرأة في العقد الخامس من العمر تبكي بحرارة وحرقة وحزينة جدا وحاولت إحدى الطالبات تهدئتها وسؤالها عما يحزنها فتفاجأنا أن سبب حزنها ليس فقد المال والمنزل وكونها من غير مأوى ان سبب حزنها هو حزن الملك عبد الله وقالت ( ليش زعلتوا الملك عبد الله ,حرام عليكم مايستاهل منكم أنكم تزعلوه ) هذا أطيب ملك في الدنيا وتبكي وتستمر تقول(أنا زعلانة لأنه هو حزين وزعلان على ما اصاب جدة وأهلها الله يطول لنا في عمره سيحاسب كل مسئول عما أصابنا) اختزلت المرأة المتواضعة التعليم والثقافة كل الحزن ..في حزن المليك.. نعم صدقت ...إن كل ما يبذله هذا الأب الفاضل ..وما يصرف من ميزانيات وما يكتب من تقارير بان الأحوال عال العال والأمور تحت السيطرة..يأتي المطر بكل بساطة ويكشف المستور ..ويظهر التقصير والمعاناة.. ولكن الخسارة كانت خسارة فادحة وأغلاها خسارة .. الأرواح .. كيف سأواجه ابني وحفيدي ان مستقبلكم بأيدٍ أمينة ..المواطنة تبث في الأطفال من خلال ما يشعرون من حماية واهتمام لحياتهم وحياة اقرانهم . الإنسان هو أغلى ما تملكه الشعوب..هو الذي كرمه الله على جميع مخلوقاته... وكانت حرمة المسلم «دمه وماله وعرضه» أعظم عند الله من حرمة الكعبة والحرم وحرمة الزمان والمكان.. ويالها من صدفة في عيد الحج فقد شردت وغرقت أرواح الكثير من المسلمين فيك يا جدة.. ولكن الله قيض لك إماما عادلا «ملك الإنسانية»سلمه الله لنا ونسأله تعالى أن لا يريه بعد اليوم تقصيرا أو حزنا يتفطر قلبه عليه . ومضة: من اقوال الملك عبدالله بن عبد العزبز: «إننا معكم نعايش أمانيكم وأحلامكم فلم يبق لنا من أمل شيء سوى خدمتكم والسهر على راحتكم وتفقد أحوالكم» «وإن من المؤسف له أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة على نحو ما شهدناه في محافظة جدة وهو ما آلمنا أشد الألم». «اضطلاعاً بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسئولين عنه - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به،»