أتحفني الصديق اللواء الطيار عبدالله السعدون بإهداء هذا الكتاب القيم الذي يروي فيه تجربة شاب بدأ حياته في وقت مبكر من عمره، إنها تجربة الطيار العصامي الذي عاش حياة كلها كفاح وعنت، وزادها تماسكا شظف العيش والحاجة فكانت النتيجة لذة السعادة والمحافظة على الصحة والسعي الحثيث للنجاح؛ حيث تكلل الجهد بنجاح واضح على جميع المستويات الشخصية والمهنية والاجتماعية.لقد قرر أن يكتب قصة هذا الكفاح الناجح؛ لتكون ممتعة أو مفيدة كما يقول المؤلف؛ فهي قابلة للتدبر والتأثير، خاصة لمن هم على وشك خوض الحياة؛ فقد يجد فيها الجميع ما قد يعينهم على مستلزمات التربية وأدواتها ومصاعب الحياة. ويمضي المؤلف قائلاً: حبي للناس وتألمي لما أراه زادني إصراراً على الكتابة عن حياتي وتقليب صفحاتها الخاصة والعامة أمامهم.إنها تجربة ثرية. ويقع الكتاب في أربعمائة وتسع وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط. والكتاب يستحق القراءة؛ لما يحمله من تجارب متميزة وأعمال ناضجة، يمكن أن تكون عوناً لمن يرغب من الشباب في الاستفادة من تجارب الناجحين؛ حيث إن الكتاب يحمل في تضاعيفه وبين طياته قصة كفاح طويلة أوصلت صاحبه إلى نجاحات تبيِّن مدى القوة والإصرار والعزيمة في مواجهة التحديات والوصول إلى الأهداف المنشودة وبلوغ النجاح والتفاعل مع الحياة والمجتمع. لقد تحدث في فصوله عن مجتمع القرية، وفي ربوع المدرسة، وفي مدرسة الحياة، وبداية التغيير، وفي ربوع مدرسة اليمامة الثانوية، ومحاولات لم يكتب لها النجاح، ومن الدراجة إلى الطائرة، ودراسته في أمريكا، ثم العودة إلى المملكة، وأخطاء بين الأرض والسماء، وأهم خطوة في الحياة، ثم عمله في الطائف، وعن بعض المفارقات، والسلوك الحضاري، وشهامة قائد، وثقافة الوحدة، والأهداف وأهميتها، والتفكير المرن، وأهمية الحوار.. إلى غير ذلك من الموضوعات المثيرة. وعن تجاربه في الحياة يسرد أدق التفاصيل بكل حماس وجرأة وثقة.وهو يصف الكتاب بأنه ليس سيرة ذاتية بل بعض أصداء الذات الخاصة، مع دروس وتجارب وقراءات. لقد أراد المؤلف أن يكتب ويقدم نموذجاً إنسانياً، يشجع على مصاعب الحياة، ويمنح الأمل؛ ما يسهم في نجاح إنسان أو مساعدة مريض أو رسم بسمة على شفتي بائس كما يقول الناشر.إنها قصة رائعة، جاءت صياغتها برؤية مستنيرة ونظرة وطنية وحس إنساني رفيع. وكم يحتاج جيل اليوم لقراءة هذا الكتاب؛ ليقوى على مواجهة تحديات المستقبل ومصاعب الحياة. تحة للمؤلف على نشر هذا الكتاب القيم والتجربة الثرية الماتعة التي تجسد صورة إنسانية رائعة.وبالجملة، فهذا الكتاب يستحق الاهتمام والقراءة؛ لما يحفل به من تجربة مفيدة، وما يضمه بين دفتيه من سيرة رجل عصامي، يمثل أروع صور النجاح، ويحفز على الجد والعمل والمثابرة والاجتهاد؛ فهو سفر وسجل رائع وتجربة حياتية جمعت بين طموح الشباب وحكمة الشيوخ؛ حيث يعيش القارئ بين سطوره من الدراجة إلى الطائرة، وإلى ما يترك أثراً خالداً يعود بالفائدة.