تابعت ما كتبه في (الجزيرة) الأخ محمد آل الشيخ عن جهاد الطلب وتعقيب الشيخ محمد النجيمي عليه، وكذلك رد الأخوين: حمود المزيني في العزيزة يوم السبت 17-1-1434ه، ومحمد المسفر في يوم الخميس 22-1-1434ه على الشيخ النجيمي ووصفهما له بالمتشدِّد وأنه هو وأمثاله أضروا بالمسلمين، وأنه منتج للمتشدّدين ومفت لهم في ردود تتسم بالغلظة والشدة والتجني عليه، وإنصافاً له وقولاً للحق أحببت أن أكون طرفاً في النقاش حول ما كتب عن جهاد الطلب وعن رد الأخوين على شيخنا محمد النجيمي سائلاً المولى جلَّ وعلا التسديد والتوفيق، وحقيقة ما كتبه آل الشيخ عن جهاد الطلب بعيد كل البعد عن الحق وعن سبيله لأن فريضة الجهاد باقية إلى أن تقوم الساعة وهذا قد ورد بالنصوص الربانية وبكلام سيد البشر عليه الصلاة والسلام مهما حاول البعض طمس معالمه أو إنكاره لأننا نستمد شريعتنا من كلام الوحيين، ولا أريد أن أتعمّق وأطيل في هذا الموضوع لعدم الفائدة المرجوة من ذلك لوجود الأدلة على فرضيته بشروطه التي بيَّنها العلماء، ولكن أريد أن أناقش الأخوين وكل من يكون في صفهم ومؤيّداً لهم ممن يرمون الآخرين ويصفونهم بالمتشدّدين عن معنى التشدّد ومن هم المتشدّدون كما فعل الأخوان مع الشيخ النجيمي حينما نعتوه بالمتشدّد دون وجه حق، فهل كل من يتبع الحق وينادي به ويتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يسمى متشدداً؟! إن من يكون هذا مبدؤه وحكمه فقد جانب الصواب ورمى الآخرين بما ليس فيهم. والمتشدّد بلا شك هو: من يحدث في الدين ما ليس منه، وهذا لم يفعله النجيمي البتة في كل كتاباته وردوده لأنه يسير وفق المنهج الرباني مستمداً ردوده من نصوص الكتاب والسنة، فكيف يلفتون النظر لما كتب الشيخ النجيمي ويبحثون عن زلاته ويغضون الطرف عن بعض ماكتبه آل الشيخ من مخالفات ككتابته عن جهاد الطلب الذي لا جدال في فرضيته إذا توفرت فيه الشروط وغيره من الأمور التي صال وجال فيها، وينتقدون الشيخ النجيمي في بعض ما كتب وهم قد وقعوا في ذلك في ثنايا ردودهم عليه، وأنا هنا لا أبرئ ساحته من الوقوع في الخطأ، لأن كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون، إنني أريد من الأخوين الفاضلين - وفقهما الله، تكرماً لا أمراً عبر هذا المنبر الرائع الذي دار فيه النقاش وكافة الردود- أن يبيّنا من وجهة نظرهما ومفهومهما معنى التشدّد ومن هم المتشدّدون في نظرهما؟! ليتبيّن لنا من خلال ذلك الحق إن وجد في كلامهما، ونحن بانتظار الأخوين ليدليا بدلوهما حول مفهوم التشدّد ومعناه وما هي الفتاوى المتشدّدة التي أفتى بها لنرى هل الشيخ النجيمي ومن يؤيّدونه متشدّدون ويجب فعلاً التحذير منهم، أم أنهم يسيرون بالاتجاه الصحيح، وأن ما قاله هو الصواب ولا تشدّد فيه؟! والله أسأل للجميع الهداية للطريق المستقيم. صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس