العنوان أعلاه هو (لحملة أردنية) لدعم المصابين بأمراض الصحة النفسية في المجتمع ودمجهم وضرورة تقبلهم، والتعريف بالأمراض الشائعة بينهم؛ مثل الاكتئاب و الفصام والتوتر وفقدان الشهية العصبية.. الخ!. السؤال: هل نحن في مجتمعاتنا العربية نتقبل (المريض النفسي) فعلاً ؟!. الغالب أننا لا نعترف بإصابة أحد من محيطنا القريب بالمرض ولا نتعاطى مع المريض كما يجب، فهناك صورتان تسيطران علينا دوماً (الأولى) ثقافة (العيب) ومحاولة أخفاء المريض عن (الأعين) والتفنن في عزله في مكان خاص به، مما يزيد من مضاعفة الحالة التي يعاني منها، والثانية هي عدم (المبالاة) في حاله ولبسه وتركه (يهيم) في الشوارع على وجهه، وفي كلتا الحالتين (نحن من أخطأ بحقه)!. البعد عن (الرقابة الطبية) وعدم أبلاغ الطبيب المعالج من قبل الأهل بالتطورات التي تحدث مع المريض ومتابعتها، ينتج عنها آثار وخيمة تتمثل في وجود العديد من الحوادث التي تطالعنا بها الصحف من مختلف المناطق لجرائم القتل والعنف الأسري وخلافه وصولاً للانتحار.. لا سمح الله !. التعامل مع المرض النفسي (كغيره من الأمراض) وعدم محاولة إخفاء الأمر، من مسببات العلاج، خصوصاً وأن الحياة اليوم تغيرت وأصبحت ضغوطاتها مسببه للكثير من (الأمراض النفسية) التي تحتاج استشارة طبية، وتناول مهدئات معينة وعلاجات مساعدة لفك تلك الضغوطات !. بعض الدراسات لدينا تقول أن النسبة الأعلى من المصابين بأمراض نفسية هم من (فئة الشباب) وتحديداً الذين تتراوح أعمارهم بيم 30 و39 سنة، نتيجة على ما يبدو (لمعايشتهم) متغيرات الحياة العصرية ومرورهم بمراحل وظروف معيشية غير مستقرة !. ملف (الأمراض النفسية) يجب التعامل معه بالجدية اللازمة من الأسرة و الجهات العلاجية لمعالجة المرضى وتقديم الخدمة والرعاية اللازمة لهم، ولمنع وجود مرضى بيننا (كقنابل موقوتة) مع تستر عائلة المريض ووالديه، وضعف تأثير ورقابة الفريق المعالج الذي قد يتهرب من برامجه العلاجية لسبب أو لآخر !. النقطة الأهم في هذا الملف تبقى هي نظرة (المجتمع) الذي يجب أن يتقبل المريض كما هو، وعدم التعامل معه (كمجرم) أو أنه (عيب) أو عار يجب إخفائه, وهذا ما سيساعد الأسر على (الاعتراف بالمريض) وعلاجه !. هؤلاء أبناؤنا يستحقون أن نتقبلهم كما هم (هيك) !. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]