سأقدم حكاية موبوءة ببعض اليقين والكثير من ذوات المجهولات السبعة.. أو سأدفن تحت الوباء قصة مكتملة إلاّ من الرطوبة! ابتسم في لفتة حانية شبه أبوية.. مفعمة باللهاث خلف الخطيئة.. ساعات طوال يرتقب الشاشة الأيقونة.. في تبعات إلقاء خيط السنار.. انحراف المركب.. والموج المتلاعب.. والرياح الموقوتة.. سمكة صغيرة تقتلعها الأمواج.. وتتربص بها.. تقاوم بزعانفها عصي البحر بقوة الزجر المدخر.. يمتد بها ماؤه.. ويزجر بها حينا... الصياد مفعم بالحياة.. رغم جذوة الشيب التي تغرق نواصيه.. يحكم خيط السنار.. بفم حشرة ذائبة.. يرفعه ويضرب به وجه البحر.. تتماوج دائرة بالمنتصف مبتلعة الحشرة والخيط.. يغص وجه البحر.. ويركد لدقائق مضنية من الانتظار.. الصياد يشد خيط السنار.. يثقله طعم البحر.. يبتسم بنشوة.. ويدير بكرة الخيط.. ويمني خياله بلحم شواء.. وسمكة مملوءة باللحم.. نصف الخيط.. يعود.. شيء ما يثقل تراجع البكرة.. ينتشي.. ربما أنها السمكة، مثقلة بالكثير من الوزن ؟.. ستكون ليلة شواء لذيذة ومشبعة حتى الغد.. يدير الخيط.. يسحبه الثقل بإصرار أن يغوص في قاع البحر حاملاً معه الخيط والطعم.. الصياد ممتن.. فرح نشوان.. يشد على ساعديه ويناور بقوة.. الخيط.. يتراجع لبطن البحر مرة أخرى.. يشد.. يبتعد بخطواته ليحظى بمزيد من القوة والثبات.. ثقل مهيب يجبر.. الصياد أن يقاوم.. يأخذ نفساً.. ويبتعد بخطوات متباعدة.. ثانية.. راكضة.. ودقائق مواربة.. ينتظر.. يشد.. هذه المرة الثقل أصبح متعباً.. ربما كانت السمكة كبيرة جداً؟.. يشد ويأخذ نفساً عميقاً.. متحيرا أي سمكة تلك؟.. مقاومة مضنية من الطرفين.. سحبت الصياد للبحر.. انقلب القارب رأساً على عقب.. فلتت السنارة.. غرق الصياد.. بعمق البحر.. سمكات.. مرتابات.. وسمكة تقاوم.. تحمل وزن وثقل.. قرش آتٍ يمخر عباب القارب.. يقتفي الدم.. يبتسم البحر.. ملوناً بالحمرة.. يطفو الصياد.. ممسكاً بالسنار.