هذا الإصدار من مطبوعات مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة، تأليف: إياد عبدالمجيد إبراهيم وهو كتاب يتناول حياة هذا العالم الراوية والناقد الأدبي المعروف. إن الاهتمام بهذه الموضوعات والدراسات المفيدة ورصد عطاء مشاهير أعلام الأدب واللغة لهو جهد مشكور والأصمعي من العلماء والأدباء الذين كان لهم دور كبير وجهد عظيم في خدمة اللغة والبلاغة والأدب والتاريخ. وهو شخصية موسوعية ولد عام (123 وتوفي 216ه) فهو من أبرز رواة القرن الثاني وله عطاء جم ومنهج معروف في اللغة والأدب، ولقد سمي بالاصمعي نسبة إلى جده أصمع، وقد غلب عليه لقبه، وروى عن الأصمعي الكثيرون ممن ورد ذكرهم في كتاب التاريخ والأدب والسير، ومما يقال عنه أنه حضر إلى الرشيد، وكان في مجلس أبو عبيدة، فقال أحد الحاضرين: إن الأصمعي بُلبُل يطرب الجالسين بنغماته. أما أبو عبيدة فهو قادر على رواية الأخبار للأولين والآخرين، وروى أحدهم قائلا: سمعت الأصمعي يقول أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة، ولقد حرص المأمون على الأصمعي وهو في البصرة أن يلتقي به وكان المأمون يجمع المشكل من المسائل ويبعث به إليه ويجيب عنها. وللأصمعي من التصانيف والمؤلفات عدد كبير منها (المقصور والممدود) خلق الفرس الإبل الخيل. الأمثال الأضداد، مياه العرب، النوادر، معاني الشعر، غريب الحديث، نوادر الإعراب، وغيرها كثير، وهي كتب جليلة تنير الذهن وتقوم اللسان.. كم نتمنى من مراكز البحوث الاهتمام بنشر تراثنا الفكري فهو من أهم ما ينبغي أن نعنى به ونحرص عليه والسير في طريق البحث العلمي الموضوعي الرصين.