القراءة عين المعرفة.. وغذاء العقل.. وهي أهم المهارات التي يجب على الإنسان التسلح بها. وكتاب «فن القراءة» للدكتور عبداللطيف الصوفي الصادر عن دار الفكر يشرح بأسلوب جميل أهميتها.. ومستوياتها.. ومهاراتها.. وأنواعها. يقول الدكتور عبداللطيف: القراءة هي مهارة فهم النص واستيعابه وحسن التعبير عنه، كذا الإفادة في الكتابة والتأليف والإبداع والابتكار عند الحاجة ومن الأمور المفيدة في هذا الجانب الهام والحيوي هو التدريب على مهارات القراءة نفسها وهي مهارات متعددة فالقراءة ليست بهذه السهولة التي يتصورها البعض إذ فيها مستويات صعبة وأخرى أصعب وغيرها أكثر صعوبة في بعض مراحلها وهي تحسن مهارات التفكير والتعبير وتنميتها. ويؤكد الدكتور الصوفي أن هناك وسيلة حسنة لجعل الكتاب جزءا منك وجعلك جزءا منه وهي كتابة الملاحظات فوق هوامشه الأمر الذي يجعل القارئ يقظا طيلة فترة القراءة ويجعله يقرأ ما بين السطور، وكذلك وضع خطوط تحت الأفكار الهامة. وقال الدكتور عبداللطيف: القراءة التحليلية هي المستوى الثالث من القراءة وهي أكثر عمقاً وتعقيداً فهي قراءة كاملة للنص بل هي قراءة جيدة بأفضل سبيل لذلك. على القارئ في مثل هذه القراءة أن يسأل كثيرا وأن ينظم أسئلته حول ما يقرأ. وتحت عنوان «القراءة للإبداع» قال المؤلف: القراءة للإبداع هي أرقى أنواع القراءة بل هي النوع الأكثر تعقيداً وتنظيما منها جميعاً ويتطلب هذا النوع من القراءة، بذل جهد خاص من القارئ حتى لو كانت الأوعية التي يقرؤها سهلة وتسمى أيضا القراءة التفضيلية. وتحتاج القراءة للإبداع قراءة أكثر من كتاب واحد وفي أكثر من وعاء واحد حول الموضوع الواحد يقارن بين محتويات الواحد منها مع الآخر هذا درس الكتاب من جانب وذاك من جانب آخر، الواحد عالجه بشكل وآخر بشكل مختلف عنه فيجري مقارنة بينها ولا تكفي المقارنة وحدها بل الأمر أبعد من ذلك لأن القارئ يريد الخروج من هذه القراءة لإبداع فكرة جديدة أو موضوع جديد لا يوجد في جميع هذه الكتب بالشكل الذي يريد طرحه هو، إنه يقرأ ليبتكر لذلك نقول إن هذه القراءة هي أكثر الأنواع نشاطاً وحيوية.