جاء قرار الإسباني مايكل غارسيا رئيس لجنة الأخلاق بالفيفا بقفل ملف اتهام ابن همام بتقديم رشاوى مالية أثناء حملته الانتخابية لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد أكثر من عام ونصف العام على الاتهام ليضع المجتمع الكروي العالم أمام حقيقة مفجعة تتعلق بالفساد الفاضح بهذه المنظمة الكروية الأعلى دولياً، التي تحولت لمافيا مالية إدارية فاسدة، ساهم في إفسادها دول عديدة ارتضت الهوان والدفع من تحت الطاولة أو السكوت بثمن طوال سنوات ماضية..!! ولكي أضع القارئ الكريم في الصورة الحقيقية لقضية ابن همام، وأترك له التعليق، سأبحر في عناوين مختصرة منذ البداية: * منتصف إبريل 2011م: ابن همام يعلن عبر مؤتمر صحفي بكوالالمبور ترشحه الرسمي لرئاسة الفيفا منافساً لبلاتر. * بلاتر في وضع مرتبك جداً خاصة أن الكثير من الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا أعلنت الحرب عليه. * محاولات لإثناء ابن همام عن منافسة بلاتر من أطراف مقربة للطرفين.. لم تنجح. * القطريون حتى الأوساط الرسمية العليا فوجئت بخطوة ابن همام فلم يكن هناك تنسيق لتلك الخطوة. * ابن همام يحظى بترحيب بالغ في دول عديدة وتنقلاته تضيف لرصيده العديد من الأصوات فاق المتوقع. * بلاتر يجند الطاقات الخفية لتعيق ابن همام.. نجح في تأخير إصدار تأشيرة دخول للكاريبي للالتقاء بأعضاء ورئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) الذين كانوا يجتمعون برئاسة جاك وارنر..!! * ابن همام يرد على تلك الحركة بدعوة الأعضاء للالتقاء بهم..!! * العاشر من أيار/ مايو 2011 اتُّهم محمد بن همام بتقديم هدايا عينية ونقدية إلى أعضاء في الاتحاد الكاريبي لكرة القدم خلال زيارته التي قام بها إلى ترينيداد وتوباغو. * عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والأمين العام للكونكاكاف الأمريكي تشاك بلايزر يرسل إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص «احتمال خروقات» لقانون الأخلاق ارتكبت من قِبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. * ابن همام أكد أنه لم يقدم رشاوى بل جل ما فعله مطابق لما فعله بلاتر الذي يهدي ويعطي تحت اسم المساعدات اللوجستية والمشاريع، وهو ما فعله ابن همام. * جاك وارنر كان العميل المزدوج الذي انحاز أخيراً لبلاتر وخطف وداعاً ملائماً برغم تلطخ يديه بالفساد منذ زمن..!! * صخب عالمي كبير بين ترقب قضية ابن همام وبلاتر وبين إعلان الدولتين الفائزتين باستضافة كأس العالم 2018م و2022م. * ضغوط كبيرة وهائلة أجبرت ابن همام على إعلان انسحابه من سباق الرئاسة قبل يوم واحد من مثوله أمام لجنة الأخلاق في التاسع والعشرين من مايو 2011م. * أصدرت لجنة الأخلاقيات وآداب المهنة التابعة للفيفا قرارها بإيقاف محمد بن همام عن المشاركة في النشاطات الرياضية المختلفة، ليتم إبلاغ ابن همام رسمياً بإيقافه مدى الحياة عن المشاركة في أي نشاطات رياضية بتاريخ 18 آب/ أغسطس من العام 2011. * انطلق ابن همام للبحث عن براءته. * حصل على تبرئة من المحكمة الدولية الرياضية (الكاس) يوم التاسع عشر من شهر يوليو 2012م. * القرار لم يمنع الفيفا من اتخاذ ما يلزم لإغلاق القضية. * بلاتر شعر بقرب انتصار ابن همام.. اتجه للقارة الآسيوية.. طلب البحث عن أي شيء من الممكن أن يوقف ابن همام آسيوياً. * قام بالمهمة الصيني جي لونج والأردني علي بن الحسين والياباني وكوزو تاشيما ومواطنه ليم كيا دونغ. * كوزو تاشيما هو رئيس للجنة التقييم التي أسسها جي لونج، والتي تراجع كل أعمال الرئيس وكيفية إدارة العمل والنهوض به. * ليم كيا دونغ هو رئيس لجنة الانضباط. * كانت الخطة أن يتم إيقاع ابن همام في أي قضية حتى يتم إيقافه آسيوياً ومن ثم دولياً؛ لكي لا يستفيد من البراءة الكاملة المتوقعة في قرار إيقافه عن ممارسة أي نشاط رياضي مدى الحياة. * لجنة التقييم وجدت تحويلات غير مفهومة تحتاج لشرح من قِبل ابن همام، لكن - أي الحسابات - لم تكن خرقاً للقواعد الأساسية. * تكتمت اللجنة على الأمر، وتم إخبار بلاتر، وحضر خبيران مالي وقانوني من الفيفا بسرية لكوالالمبور لوضع سيناريو الإيقاف العاجل. * الأمر القانوني يقضي بإرسال الأمر للجنة القانونية لدى فيصل مخدوم وإخبار أعضاء المكتب التنفيذي النائم حتى الآن عن المؤامرة..!! * تم وضع سيناريو رهيب.. لجنة التقييم ترسل ملاحظاتها للأمين العام داتو اليكس سوساي (ماليزي).. الأخير يرسلها بسرية لرئيس لجنة الانضباط ليم كيا دونغ.. يقرر وحده دون باقي أعضاء لجنة الانضباط - خرق للنظام - إيقاف ابن همام بدءاً من الاثنين 16-7-2012م لمدة ثلاثين يوماً! * حالة من الذهول والقلق تصيب أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي؛ فقد فوجئوا بالقرار..!! * بلاتر في وضعية مريحة؛ فحكم محكمة الكاس لا قيمة له، وعلى ابن همام السباق مع الزمن وملاحقة براءته مرة أخرى، ربما تطول عن العامين..!! * المكتب التنفيذ الآسيوي يجتمع.. ملامح الغضب من قبل الكثير من الأعضاء على جي لونج واضحة.. * الشيخ علي الخليفة يقول خلال الاجتماع: كنت أعتقد أن الرياضة نظيفة بالرغم من أن هناك ما يشوهها، لكني لم أدرك بشاعة ذلك التشويه أن يصل حتى أنني ربما أؤكد أنني نادم على كوني عضو مكتب تنفيذي بالاتحاد الآسيوي. * الدكتور حافظ المدلج يطالب بعلاج قانوني للموقف وعدم تعريض سمعة الاتحاد الآسيوي للخطر، وترك الخلافات الشخصية خارج الاتحاد. * رئيس اللجنة القانونية فيصل مخدوم يقول: لقد أسأتم للقانون والنظام، وعلينا أن نراجع أنفسنا.. * ليم كيا دونغ بقي كالدجاجة، التي للتو خرجت من دش ماء حار.. لم يتكلم إلا قليلاً، وكان متلعثماً مدركاً أنه قام بعمل أحمق قانونياً..!! * تم التوصل لاتفاق بأن يتم تحويل الأمر للجنة القانونية للفصل فيه (طبعاً إجراء شكلي فبلاتر ضمن عدم عودة ابن همام). * إجراءات معقدة أفضت إلى إعلان براءة ابن همام من التهم الموجهة له من قِبل لجنة الانضباط. * الفيفا يتمسك بالقضية بعد أن أرسل جي لونج بأن الآسيوي لا يستطيع إكمال تفاصيل القضية، وإجابة تساؤلات الفيفا لعدم وجود الإمكانات، طالباً من الفيفا أن يأخذ القضية برمتها. * خطة بلاتر تنجح.. جي لونج يضرب بقوانين الآسيوي عرض الحائط، ويحيل موضوعاً داخلياً للفيفا فقط؛ لأن بلاتر وعد بدعمه للوصول لكرسي الرئاسة الآسيوية..!! * الاتحاد الآسيوي يريد رئيساً بعد أن أصبح وضعه ضعيفاً إدارياً ومالياً وتنظيمياً. * حُدِّد إبريل المقبل موعداً لإعلان الترشح.. * ابن همام حصل على براءة دولية من الفيفا نفسه. * الآن يجب أن يحصل على إقفال جديد لقضيته الآسيوية. * الوقت بيد الفيفا. * انتهت الحكاية. * ابن همام بريء أمام العالم من كل التهم.. هذا المهم.. عودته أصبحت مطلباً جانبياً. بعد كل تلك العناوين.. هل عرفتم كيف تتم إدارة الكرة في العالم والقارة الآسيوية؟؟ هذا الفيفا الذي يريد أن يعلمنا النظام، أو من يتحجج البعض بقوانينه وأنظمته البالية العنصرية الفاسدة؟؟ وكي أكون منصفاً، فنحن العرب أهم مرتكزات البناء الفاسد بالفيفا وغيره.. لا أريد أن أوغل كثيراً في الأمر، أنتم تعرفون جيداً ما أقصده..!! ما زال رأس ابن همام مرفوعاً شامخاً، وما زالت خططه التطويرية تضرب بكل شبر آسيوي حتى وصلت للملاعب والأنظمة والاستقلالية والمسابقات القوية والرعاية التجارية والتنظيم، حتى التحكيم أصبح اليوم الحكم الآسيوي أحد أهم الحكام في العالم وأقلهم أخطاء.. شكراً محمد بن همام.. شكراً أيها الصديق الرائع.. شكراً للراحل عبدالله الدبل الذي جعلنا صديقين حميمين.. لقد أمنت بعملك.. وثقت بك.. وأحمد الله أنني نجحت.. الكل يحبك، ويعتز بك، ويذكرك بالخير، وسواء عدت لكرسيك أم لم تعد؛ فالأمر سيان؛ فلن يخرج بآسيا رجل بقوتك وعظمة عملك فآسيا من ستفرح بك دوماً، ونحن كذلك أيها الرجل النزيه.. قبل الطبع الشرفاء لا يموتون بقبورهم..! [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر