ناشدت أستاذة دراسات ثقافة وأدب الطفل بجامعة الدمام الدكتورة صباح العيسوي، وزارة التربية والتعليم بإنشاء مكتبات في المدارس مخصصة لجميع الأعمار, لتنمية شخصية الطفل الاجتماعية والصحية والإبداعية, مرجعة أسباب ضعف القراءة لدى الأطفال لنظام التعليم الراهن وغياب الأسرة وندرة وجود المكتبات العامة. وقالت الدكتورة صباح، في تصريحها ل«الجزيرة» عقب محاضرتها التي ألقتها بعنوان «كيف تنشئين طفلا قارئا في زمن الأجهزة الذكية» في مركز الحمراء بالدمام إن غياب المكتبات في المدارس بالمملكة يعد أحد المظاهر الواضحة لعدم الاهتمام بالقراءة, وفي حال توافرها في بعض المدارس فإنها تفتقر للكتب المتنوعة وللتقنيات الحديثة, وكذلك غياب أمين المكتبة المتفرغ الذي يؤدي إلى إضعاف تفعيل القراءة الحرة داخل المدرسة وخارجها. وانتقدت العيسوي غياب المكتبات العامة عن كثير من المدن والأحياء مكونة مظهراً واضحاً من مظاهر ضعف الاهتمام بنشر عادة القراءة ومظهر غير حضاري, إذ إن حرمان الطفل من تجربة ارتياد المكتبة والمساهمة في أنشطتها والاستفادة من خدماتها وفعالياتها يعد أحد أسباب عدم اهتمام أطفالنا بالقراءة الحرة. وقالت: إن الإحصائيات تشير إلى أن الطفل العربي لا يقرأ خارج المنهج المدرسي سوى 6 دقائق طول العام, وأن كل 20 شخص عربي يقرؤون كتاباً واحداً في السنة, بينما الأوروبي يقرأ 7 كتب في العام, كما أن نتائج الدول العربية تشكل 1و1% من معدل الإنتاج العالمي للكتب. ونوّهت إلى أن غياب إرشاد وتوجيه الأطفال لضرورة تنظيم أوقاتهم وتنويع نشاطاتهم في أوقات الفراغ أدى إلى أطفالنا اليوم يصرفون أوقات الفراغ بالكامل على المثيرات العديدة التي غزت عالمنا اليوم، مثل: القنوات التلفزيونية الإنترنت والألعاب الإلكترونية. وشددت على أهمية قراءة القصص للأطفال، حيث إن القصة وسيلة تربوية مؤثرة تسهم في غرس القيم والمثل في وجدان الطفل وتعمل على تنمية قدرات الطفل اللغوية وتشبع فضوله وتغذي حواسه وتفتح له آفاق المعرفة.