في الوقت الذي التزم فيه الكثيرون ممن يعنيهم الأمر الصمت حيال ما أثير مؤخراً في إحدى الصحف الإلكترونية حول اتهام رئيس ناد بتقديم رشوة لأحد اللاعبين, جاء الرجل الشجاع ورئيس الشباب الفطن الأستاذ خالد البلطان عبر برنامج (اكشن يا دوري) ليقوم بالمهمة ويضع حداً لهذا الجدل الصاخب الفاقد لأبسط الأدوات المهنية, والتعاملات الرسمية والقانونية, حينما بادر بإعلان التحدي لطرفي القضية في إثبات صحة ومصداقية اتهاماتهم التي تمس سمعة وحقوق وكرامة كل رؤساء الأندية, وطالبهم برفع القضية إلى الجهات المختصة لتحسم الأمر وتكشف الحقيقة بكل تفاصيلها وأسماء من يثبت تورطهم فيها, وزاد على ذلك بتأكيده أنها عملية ابتزاز دائماً ما يلجأ إليها من وصفهم ب (حثالة الصحافة وكلابها المسعورة).. قبل هذه القضية كانت هنالك قضايا أخرى متعددة ومتنوّعة في مضامينها كان أبرزها وأشهرها الخاصة برشوة لاعبي نجران, وكذلك الاتهام المعلن والصريح عبر قناة أبوظبي من الأمير فيصل بن تركي لعدد من لاعبي الهلال بتعاطي المنشطات, وفي النهاية سجلت ضد مجهول ودون معاقبة الجناة وحفظ حقوق الأبرياء, لذلك ولإيقاف هذا العبث ونزيف الاتهامات وإثارة البلبلة والطعن في نزاهة وذمم الناس وهي للأسف الأجواء التي باتت تخيّم وتأزم الوسطين الرياضي والإعلامي, أصبح ضرورياً ألا تقف الجهات المسؤولة في وزارة الثقافة والإعلام ورعاية الشباب موقف المتفرج, وأن تتخذ على الفور الإجراءات النظامية وتطبيقها على الجميع كائناً من كان.. عقوبات سلق بيض يبدو ان اتحاد الكرة الآسيوي في ظل غياب رئيسه القوي محمد بن همام أصبح يستند في قراراته وآلية تطبيق عقوباته على مبدأ (شختك بختك), بدليل أنه في حادثة واحدة وعلى نفس الملعب رأى ان لاعب الاهلي منصور الحربي المظلوم والمعتدى عليه والمحروم من المباراة النهائية يعاقب محليا وفق المادة 38, بينما لاعبو الاتحاد الاكثر تهورا واعتداء وتحديدا هزازي والمولد يتم تكريمهما بالمادة 39 ومراعاة نفسياتهما بعدم ايقافهما محليا وترحيل عقوبتهما إلى ما بعد الموسم القادم وربما لن يحين موعدها الا بعد اعتزالهما, وقبل وأهم من ذلك انها تتنافى تماما مع ماسبق تطبيقه في العقوبات الموجهة الموسم قبل الماضي ضد سعران الشباب وخسر بسببها بالاحتجاج, وعبد الغني النصر وويلي الهلال ونايف الاتحاد بناء على نفس اللائحة.. بعيدا عن اسم ولون وهوية المستفيد او المتضرر من هكذا قرارات ارتجالية, فإن المضحك ان يتم التصويت على نوعية وكيفية العقوبة كما اكد ذلك ياسر المسحل في تبريره وتفسيره للتباين والاختلاف بين العقوبتين, مما يعني ويؤكد احد امرين: اما انه لاتوجد في الاتحاد الآسيوي لائحة عقوبات قانونية واضحة وهذه كارثة, اوهنالك تلاعب في تطبيقها أو غباء في فهمها والتعامل معها وهنا الكارثة اسوأ واخطر.. متى تكبري؟ رائع ومهم جدا ان تقوم القناة الرياضية بإنتاج فيلم يرصد بالصوت والصورة والارقام والمواقف والانطباعات تاريخ دورات الخليج, كما يسجل للقناة اهتمامها بهذا الجانب العلمي بعد ان مل المشاهد وتشبع من برامج واطروحات لا طائل منها غير المزيد من الضجيج والتأجيج, لكن ونحن امام عمل وثائقي كنا نتمنى الا تتدخل العواطف والاجتهادات في صياغة مضامين الفيلم وفي اختيار المشاركين فيه من النجوم الذين عايشوا احداث دورات الخليج.. في الحلقة الخاصة بدورة الخليج الثالثة في الكويت وهي الدورة الاكثر سخونة وإثارة من بين دورات الخليج لدرجة ان احداثها مازالت باقية في ذاكرة الرياضيين حتى اليوم, رأينا تناقضا غريبا بين ماذكره الجوهر وسرور والفايز ورمضان وبين ماقاله محمد سعد العبدلي الذي نفى تماما وقوع اية مشكلات من الجماهير الكويتية ليلة المباراة النهائية, كما أكد ان تشكيلة المدرب الوحش وأخطاء الحارس احمد عيد هي السبب في الخسارة القاسية بالاربعة, ليس هذا فحسب بل الاغرب الا يكون من بين المتحدثين لاعب هلالي واحد ممن شاركوا في هذه الدورة، وكان أبرزهم محسن بخيت وناجي وعبدالله فودة الشهير ب(العمدة),لذلك وحتى اتأكد من ان تهميشهم كان متعمدا كما حدث مع اول قائد للمنتخب سلطان مناحي وغيره في حلقات سابقة أم لا, قمت بالاستفسار من العمدة, وهو بالمناسبة يعمل حاليا موظفا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أي من السهل الوصول اليه, فأكد لي ان لا احد من البرنامج او القناة اتصل به, علما انه لعب جميع مباريات الدورة كاملة وكان من نجومها, بعكس سرور والعبدلي والبقية .. هذه الانتقائية وتغليب الميول والأهواء على متطلبات المهنية الاعلامية في هذا الفيلم وكثير من البرامج الرياضية هي بالضبط المعضلة المعيقة لتحقيق نجاح أي عمل أو مشروع إعلامي مهما توافرت له الظروف والامكانات, فضلا عن ان التوثيق والتعامل مع التاريخ يقتضي حفظ حقوق الجميع بلا تصنيف او تحريف او فرض لقناعات خاصة أو تدخلات شخصية على حساب الامانة والحقيقة والواقع.. مدخلي حطين والخبر اليقين دائما ما تبهرني اطروحات ومفردات الزميل إبراهيم بكري في زاويته الانيقة (حافز), بيد انه شدني يوم امس الاول السبت اكثر فيما كتبه عن كفاح النادي الجازاني حطين, وعن انصافه لمواقف وتضحيات رمزه ورئيسه الأستاذ فيصل المدخلي هذا الذي نقل حطين من المجهول إلى آخر صانع ومنتج للنجوم, وحاضر ونابه ومنافس قوي على بطولات كروية وفئات سنية مختلفة على مستوى الوطن, شيد المنشآت وتكفل بشراء العديد من الحافلات والاجهزة والكوادر الفنية وهو من يصرف المرتبات والمكافآت, فعل ونجز كل ذلك بمفرده ومن حر ماله طيلة السنوات العشر الماضية بهدوء مدهش وكرم لافت ووفاء نادر لأهله وديرته وحب نقي سخي لناديه.. من المؤلم والمؤسف اننا قبل ماكتبه بكري لم نكن نعرف رمزا شهما كريما وفيا اسمه فيصل المدخلي, ومن المحزن الا يكون لمواقفه وسيرته ودعمه ومنجزاته لناديه ولرياضة جازان أي ذكر أو اطراء او تثمين اوتقدير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة, وخصوصا في هذا الوقت الصعب الحرج الذي تحتاج فيه رياضة الوطن لهذا النوع من الرجال ولهذا الفكر الرياضي المتميز, من الشمال حيث حائل منبت ومنبع الكرم, وباسم تضاريس وارجاء واندية وجماهير كل الوطن نقول شكرا لجود عطائك وكثر الله امثالك. [email protected]