تلقيت دعوة لحضور (أربعائية المشيقح) في يوم الأربعاء 7-1-1434 للهجرة وقد كانت أربعائية متميزة في مساء جميل ومضيف متميز هو الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن المشيقح الذي كان بضيوفه حفيًا, وكان المحاضر استثناءً وبذل جهدًا استثنائيًا في إعداد موضوع محاضرته الذي كان بعنوان (بريدة.. رؤية في الزمان والمكان) وهو الدكتور محمد بن صالح الربدي الذي قدم عرضًا ضافيًا موثقًا بالخرائط والأرقام والتي تؤكد تميز هذه المدينة بعدد من الخصائص الجغرافية والتاريخية ولعل أهمها موقعها المتوسط بين مدن المملكة الكبرى ووقوعها في منتصف المسافة بين الساحلين الشرقي والغربي, هذا الموقع المتميز كون هذه المدينة ملتقى مهمًا للطرق ولعل هذا الملتقى هو الذي كون هذه المدينة وطورها وليس هذا التميز حديثًا ففي شمالها تلتقي طرق الحج والتجارة قديماً مثل طريق الحج البصري والكوفي، ومن أهم عوامل تطورها خلو ما شمالها وشرقها من مدن كبرى أو تجمعات سكانية كبيرة, وتميز هذه المدينة بمركز اقتصادي كبير نظراً لأنها مركز إنتاج زراعي كبير وخاصة التمور التي يوجد لها أكبر سوق للتمور في العالم ببريدة ويتميز ما يسوق فيه بجودته كما يوجد بها أكبر مدينة للأنعام في العالم وخاصة الإبل وهذان العنصران (الإبل-التمر) يمثلان منتجًا قوميًا مهمًا يمكن أن يكون بديلاً للنفط يجب العمل على تشجيعه سعيًا للأمن الغذائي والبديل الاقتصادي كما أن المركز الاقتصادي للمدينة ذو امتداد تاريخي كونها أهم مركز اقتصادي وتجاري في نجد وما جاورها قبل اكتشاف النفط ولا أدل على ذلك من انطلاق القوافل التجارية منها إلى الشام والعراق ومصر (العقيلات) وهي وسيلة التبادل التجاري الوحيدة بين الجزيرة وغيرها قبل البواخر والسيارات والطائرات فقد كان مركز بريدة مثل مركز مكةالمكرمة قديمًا (رحلة الشتاء والصيف). [email protected]