شهد شهر رمضان المبارك الذي مضى منذ أيام مفاجأة سارة لأحد قرّاء "الجزيرة" كان قد فاز بإحدى جوائز مسابقة الجزيرة الثقافية، زفّتها إليه مفروشات العامر، غير أنّ هذه المفاجأة تُعَد الأولى من نوعها، ولا نبالغ إن قلنا إنها غير مسبوقة أو على الأقل لم نصادفها، وتسجَّل في سجل شرف لإحدى الشركات السعودية الرائدة في عالم المفروشات هي شركة مفروشات العامر. قد يقول قائل وما الجديد وما هي المفاجأة في ذلك؟ ... هو قارئ ل"الجزيرة" فاز بإحدى جوائز المسابقة الثقافية التي نظمتها ونشرتها على صفحاتها، وقدمت جوائزها شركة مفروشات العامر، المفاجأة في ذلك أنّ هذه المسابقة نُُظِّمت في شهر رمضان عام 1405ه الموافق 1984 أي منذ 28 عاماً مضت، وتلك هي المفاجأة التي لا يمكن تصديقها أو تصوُّرها والتي تسجَّل لمفروشات العامر كفعل غير مسبوق! لكن ما هي قصة هذه الجائزة وهذا القارئ ومفروشات العامر؟ تعود القصة إلى خطاب مفروشات العامر بتوقيع من الشيخ خالد ناصر العامر الرميح موجَّه إلى مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، يفيد برغبتها في المشاركة في المسابقة الثقافية، وتخصيصها جوائز قدرها 180.000 ريال من مختلف أنواع الأثاث والسجاد. وكانت جريدة الجزيرة في ذلك الوقت قد أعلنت نتائج المسابقة وأرسلت خطابها المؤرَّخ في 8-9-1405ه تحت الرقم 442-ص-5 موقعاً من مديرها العام في ذلك الوقت الشيخ صالح العجروش - رحمه الله - والتي أسفرت عن فوز الأستاذ محمد عبدالله ضمن خمسة فائزين بالجوائز، والتي يبلغ نصيب كل منهم ما قيمته 36.000 ريال، ويطلب مدير عام مؤسسة الجزيرة بناء على ذلك من مفروشات العامر تسليم محمد عبد الله نصيبه من قيمة الجائزة. نجم القصة محمد عبدالله ... غير أنّ محمد عبدالله لم يأت لمفروشات العامر لتسلُّم الجائزة لظروف خاصة به، إلاّ أنه في ذلك الوقت كان قد استقبل مولوديه الأول والثاني وأسماهما عدنان وحسن، وتمر الأيام وترعرع لديه شابان أراد أن يزوِّجهما، وفي رحلة تجهيز منزل الزوجية لهما، قادته قدماه في الأسبوع الأول من شهر رمضان الذي مضى منذ أيام قليلة إلى أحد معارض مفروشات العامر في مدينة جدة، وهنا تحدث المفاجأة يتذكّر الأستاذ محمد عبدالله أنه منذ 28 عاماً قد فاز بجائزة مسابقة الجزيرة الثقافية التي تقدم جوائزها مفروشات العامر، وبعد أن اختار ثلاثة أطقم كنب يتصادف قيمة طقمين منهما ما يعادل قيمة الجائزة وهي 36.000 ريال، وعلى الفور يكتب خطاباً إلى إدارة العامر يدعوهم فيه إلى تذكُّر الجائزة ويطلب منحه إياها مرفقاً قيمة الطقم الثالث. المفاجأة أنّ إدارة مفروشات العامر ممثلة في مديرها العام الشيخ خالد بن ناصر العامر الرميح تستجيب بأسرع مما يتصوّر السيد محمد عبدالله، ليس ذلك فقط، بل تردّ إليه الشيك وتقدم له الطقم الثالث هدية لولديه العريسين عدنان وحسن ابتهاجاً من العامر بهذه المناسبة. لم يتمالك السيد محمد عبدالله نفسه فرحاً وتقديراً لهذا التصرف الرائع من مفروشات العامر، فأخذ يدعو لهم بالبركة في الرزق، مؤكداً على ضرورة أن تحذو الشركات والمؤسسات حذوها، لأنّ العراقة والريادة والثقة تبنى وتكتسب على مدى فعل طويل يقدر كل من تعامل معهم.