فاصلة : ( أن يخطئ المرء شأن بشري، ولكن أن يثابر على خطاه فشأن شيطاني) -حكمة لاتينية- في عام 1960 بدأت الحركة النسوية في الغرب للالتفات الى تهميش المرأة حيث لا تمثل في أي من وسائل الاعلام بصورة جيدة ذلك كان في امريكا وكان تهميش المرأة اشبه بالإبادة الرمزية «Symbolic annihilation» وحاربت النساء في امريكا والعالم حتى خرجت النساء للعمل وأصبحت شريكة للرجل في تنمية المجتمعات واهتمت وسائل الإعلام بتمثيلها بشكل أفضل. الآن وبعد نصف قرن من تهميش المرأة في العالم وفي ظل التقنيات والتقدم التكنولوجي وحريات الانسان التي انتشرت في العالم العربي تتراوح المرأة السعودية ما بين تابعة وخاضعة ومضطهدة وكل صفة لا تحمل معنى الاحترام لإنسانيتها قبل نوعها. تقدّم النساء السعوديات في التعليم واحتلالهن مراكز مرموقة في ميادين العمل لن يحل مسألة الصورة النمطية المتشكلة في ذهنية المجتمع عنهن. الحكاية المخجلة عندما نشر أحدهم في «تويتر» نص الرسالة الذي وردت له، من إدارة الجوازات على رغم أنه مسافر مع زوجته، وعلى رغم أنه لم يسجل في الخدمة: «تم خروج منى رقم... مطار الملك عبدالعزيز بتاريخ 14 -11-2012»، أكد البقية في «تويتر «الخبر بتلقي الرسائل نفسها عند خروج «القُصّر والنساء» فقط من عائلاتهم. بمعنى ان خدمة الإبلاغ هذه تأتي لرصد تحركات النساء وتقديمها للرجال ان انشغلوا عنها. تجيء الخدمة في ظل الارتفاع مؤشرات العنف الاسري في مجتمعنا بدلا من تكريس الوقت والجهد لسن القوانين التي تفهم الرجل الجاهل من هي المرأة ؟ الطريف انه لا توجد نساء يسافرن بدون البطاقة الصفراء المقدسة التي ألغت وجود المحرم لكنها أبقت هيبته. هذا المحرم الذي ربما احتاج لمن يتابع تحركاته لجهله وطيشه ولذلك فالأولى ان تقدّم الخدمة الى النساء لمعرفة اين يسافر المراهقون في الأسرة والازواج العابثون!! سنظل في هذا المجتمع نتقدم خطوة في تمكين المرأة ونتراجع خطوات لأننا لن نعطي المرأة مكانتها الإنسانية قبل حقوقها المشروعة. اقرؤا التاريخ جيدا لا يمكن لمجتمع ان يتقدم ويتطور دونما مساهمة المرأة فكيف تساهم من وصمت بالتابعة ومن تسخر القوانين لتعقب تحركاتها في السفر وكأنها بدون هذه الوصاية قاصر وهي من أنجبت الرجال!! [email protected]