سجلت معارك عنيفة الجمعة على مشارف مطار دمشق الدولي، وذلك للمرة الأولى منذ بداية النزاع في سوريا، حيث سيطر المعارضون المسلحون على حقل نفطي جديد في شرق البلاد. وقال مصدر ملاحي والخطوط الجوية السورية إن حركة الملاحة الجوية استؤنفت الجمعة في مطار العاصمة السورية، وأكدت وزارة إعلام النظام الأسدي «تأمين» طريق المطار الذي يبعد 27 كلم جنوب شرق العاصمة. لكن قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تغادر المطار، تعرضت الجمعة الى إطلاق نار من مجهولين لليوم الثاني على التوالي، بحسب متحدث باسم الأممالمتحدة. وفيما تتصاعد المواجهات في سوريا وخصوصاً في دمشق وريفها، أبدى الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي خشيته من أن تصبح سوريا «دولة مفككة مع كل التداعيات الكارثية على الشعب السوري والمنطقة وعلى السلام والأمن الدوليين». وشن الجيش حملة واسعة في الأطراف الشرقيةوالجنوبية للعاصمة حيث قواعد خلفية للمعارضة الملسحة، ووصلت المعارك مشارف المطار للمرة الأولى منذ بداية الأزمة في مارس 2011, وقال مصدر أمني إن «الجيش يريد السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار(الغوطة) حيث يوجد آلاف الإرهابيين وسيحتاج الإمر الى عدة إيام», واستمرت المعارك على مشارف طريق المطار حتى فجر الأربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتواصلت المعارك وعمليات القصف كامل النهار في الغوطة الشرقية المحاذية لمنطقة دمشق، كما في جنوب العاصمة السورية. وخلفت المعارك في مختلف أنحاء سوريا الجمعة 117 قتيلاً هم 83 مدنياً و17 مقاتلاً معارضاً و17جندياً نظامياً بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي قال إن أكثر من 41 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ مارس 2011.من جهة أخرى اقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة عززت هيمنة الإخوان المسلمين. وقال مندوبون إن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب هو أقوى مرشح لهذا المنصب. وانشق حجاب في أغسطس آب بعد كان عضواً لفترة طويلة في حزب البعث بزعامة بشار الأسد. وقال مطلعون في الائتلاف إن من المرجح أن يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الأردن ودول الخليج قبل أو أثناء تجمع في منتصف ديسمبر كانون الأول لمؤتمر أصدقاء سوريا. في غضون ذلك عادت جميع خدمات الاتصالات إلى العمل في دمشق بعد ظهر أمس السبت بعد انقطاعها منذ الخميس الماضي، وذلك بعد انتهاء ورش الإصلاح من إنجاز أعمالها، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وقالت الوكالة «عودة جميع أنواع الاتصالات والإنترنت إلى دمشق بعد إنهاء ورش الإصلاح عملها». واتهم وزير الإعلام الأسدي عمران الزعبي في وقت سابق من أسماهم ب «الإرهابيين» بالتسبب في انقطاع خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت، بينما اتهم ناشطون الحكومة السورية بقطع الخدمة. من جهتهم أكدوا سكان أن خدمة الإنترنت عادت إلى العاصمة السورية دمشق أمس السبت بعد انقطاع استمر يومين قال خبراء إن من المرجح إلى حد بعيد أن يكون من فعل السلطات السورية. وكانت اتهامات وجهت من قبل إلى حكومة الرئيس بشار الأسد بقطع الإنترنت والاتصالات الهاتفية لمنع اتصالات نشطاء المعارضة والمسلحين أثناء الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا.ونسبت السلطات الانقطاع الأخير إلى هجوم «إرهابي» أو عطل فني.