رغم قرب مسافة ما يقام من مناسبات ومهرجانات للفنون البصرية بكل روافدها إلا أن الاستفادة منها لم تكن في حسابات المسؤولين عن تنظيم المعارض في داخل الوطن (المملكة) فما يشاهد حاليا من أساليب تنظيم لا زالت إرثا من السابقين الذين قدموا ما يتناسب مع زمنهم ولم يعد صالحا لهذا الزمن لأسباب من أبرزها انتشار ثقافة الاطلاع والمعرفة من المجتمع التشكيلي لكثير من الجديد في هذا الجانب ووجود أجيال تنظر إلى ابعد من حدود مساحتها المحيطة بها (البيئة القريبة) التي يمثلها المعارض والفعاليات المحلية منها ما تقوم على تنظيمه مؤسسات رسمية أو ما يقوم به الأفراد من الفنانين. ومع قبولنا لهذا التنوع إلا أن ما يحدث لم يعد ملائما مع ما يرى في أماكن أخرى منها البعيد على المستوى العالمي ومنها الجديد القريب من حمانا، التي مر عليها أكثر من عشر سنوات لم نرى لها أي تأثير على المسئولين هنا في كيفية إدارة الفعاليات محلية، بقدر تمسكهم بما تعودوا عليه والمتمثل في سرعة الانجاز دون النظر للأخطاء مهما كانت نتيجتها، اعتمادا على شعار (تحصيل حاصل) مكتفين بأقل الإجراءات واقل الفعاليات التي تصاحب أي معرض، واختتام تلك المعارض في اقل فترة زمنية مع ما سبق ذلك من قصور في أسلوب الدعاية وإشعار الجمهور بهذه الفعاليات. لقد وجدت كثير من المؤسسات الثقافية المتخصصة في جانب من جوانب الثقافة البصرية، في الفعاليات التشكيلية (في الإمارات المثال الأقرب) الفرص لتقديم نتاجها والتسابق على المشاركة والتواجد والحضور الفاعل أضافوا به جديدا على ما أقيم من نشاط تشكيلي أو (فن بصري بكل تفاصيله وروافده) شكلوا من خلاله حلقة وصل بمنتجهم بين الفعالية (الأصل) وبين الجمهور , وأضفوا وهجا جديدا ومصدر جذب مشوق ومقنع لحضور الجمهور. ما أود الإشارة إليه هو في أن تكون مثل هذه الأحداث الإبداعية والفعاليات المكتملة في قيمتها الغذائية (ثقافية وفكر) فرصة للمسؤولين القاطنين بين ظهرانينا، أو من يعنيهم تنظيم الفعاليات التشكيلية، أو بالفنون البصرية على وجه العموم، أن يحضروا تلك الفعاليات، إما بتكليف من إداراتهم بتامين تكاليف السفر والإقامة، أو أن يتحمل محبي وهواة التنظيم التكلفة ليستزيدوا مقابلها بالكثير من الخبرات الكبيرة من مؤسسات عالية التخصص وبأقل التكاليف التي لا تتعدى قيمة السفر والإقامة لثلاثة أيام يجعل منها الفرد الحريص على تطوير منجزه دورة لتطوير للذات. لقد أصبحت الفعاليات (المعارض) المحلية التشكيلية منها وبقية الفنون البصر-ية من تصوير فوتوغرافي أو خط عربي، فعلاً مكرراً مملاً لا طعم فيه أو رائحة، فقد تقام الفعالية وتنتهي دون علم اكبر شريحة من المهتمين. فلماذا لا تكون (الأجمل). [email protected] فنان تشكيلي