أنا مع من يرى إيجابية ما يحدث في الساحة من تكاثر وتدافع وحرص على الظهور والبروز رغم اتجاه الكثير منهم نحو تحقيق رغبات الذات وأن القليل فقط يعي ما يقوم به، ففي مثل هذا التكاثر والتوالد (الفني) الشرعي منه وغير الشرعي ما يجعلنا في سعة ومساحة مريحة عند الاختيار، حينما نعتزم أو ننوي أو نبدأ في وضع (الكنترول) لتنظيم ما نريد تنظيمه ونحلم بتحقيقه في أن يصبح لدينا منتخبات من كل الفئات، كما الرياضة في مختلف دول العالم، من خلال الانتقال من الناشئين إلى المحترفين وبشكل متواصل ولمدة طويلة تصبح نظرتنا للمستقبل بهذا التشكيل أكثر اطمئنانًا وثقة نستطيع بها التحول من مرحلة إلى أخرى وإبقاء المتميز وإبعاد المتعثر. فالجميع خصوصًا الحريصين على وضع ضوابط للساحة يتفقون معي على أن في الفوضى سبيلاً للتنظيم واكتشاف الكثير مما يختفي في زوايا غير مرئية في حال افتقادنا لتلك الفوضى الإيجابية (المنظمة) وليست الفوضى السلبية، وأعني بها هذا الانفتاح الكبير في الساحة، تنظيمًا يمثله من يقوم على إعداد المعارض والمسابقات من خارج دائرة أهداف الفن واعتباره مكملاً لنشاط لا علاقة له بالإبداع، وحضورًا من جانب كل من يعتقد أن لديه القدرة على الرسم والتلوين من الجنسين، هذا التصرف أو تلك الفوضى تذكرني بالملاعب في الحواري التي تتيح الفرصة لمقتنصي المواهب لدعم الأندية باللاعبين، أن ينتقوا من تلك الحواري ما يرون أنه يستحق الانضمام لمستوى أفضل. ومن هنا أصبحنا أكثر حاجة لوضع خطة عمل خصوصًا الجهات المعنية بالفنون التشكيلية ومنها وكالة الشؤون الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في إدارة الفنون التشكيلية ومن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والجمعية السعودية للثقافة والفنون لغربلة الساحة واختيار الأفضل منها مع إبقاء (فوضوية الساحة التشكيلية) المحببة أحيانًا عند من يرغب الدخول فيها مجربًا ومن ثمَّ مساهمًا في مختلف ما يُقام من معارض، ومحترفًا كما يراه بعض الصحفيين أو الصحفيات من خلال التبجيل والإشادة، لتقوم تلك المؤسسات باقتناص الأفضل واختيار من ترى فيه الموهبة الحقيقية، وليست الهواية التي لا تدوم يكشفها عدم استقرار إيقاع الأداء، تارة صاعدًا بالنقل والتقليد لفنانين كبار وتارة تراجع عند محاولة إثبات القدرات. هذا التوجه نحو الاختيار يحتاج إلى نية وعزم، واتخاذ قرار خالٍ من التعاطف أو الميول الشخصي، لنتمكن من إبعاد الأحكام السابقة المبررة بالتشجيع والدعم، ولنترك الساحة بما تزخر به من تلك الفوضى في التنظيم وأسلوب (حاطب الليل) تفرز لنا الصالح من الطالح، ومنها يتم الانتقاء واختيار الأفضل. [email protected] الفنان والناقد التشكيلي عبد القادر الخليل