بعيد إطلاق أول وكالة أنباء عالمية في باريس على يد مؤسسها (شارل موريس هافاس) في العام 1835 م ورمز لها (هافاس) (HAFAS) والتي أصبحت فيما بعد (فرانس برس) تلاها ظهوراً وكالة (رويترز) في العام 1851 م ومؤسسها الألماني (جوليوس رويتر) ثم (آسيوشيتد برس) و(دالاتي ونهرا) وما أتى بعد من الوكالات عربية وإسلامية ومن ذلك الوقت أخذت صناعة النقل الخبري خاصية جديدة وبحسب معطيات تلكم الحقبة الزمنية كانت الصورة هي من أهم العقبات ومبطئات التواصل الإخباري إذ علاوة على وسائل الاتصال ومحدوديتها كان الخبر المصور يحتاج إلى جهد مضن وعامل زمن وصولاً إلى المتلقي النهائي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. ومع تطور وسائل التواصل المقروء والمسموع والمرئي العامة والخاصة الأمر الذي أحدث في عالم صناعة الخبر نقلة ومنعطفاً يعد قفزة تعادل قفزة (فليكس) حتى أن وسائل الإعلام التقليدية العامة كالمذياع والتلفاز باتت تقدم لمستقبليها نشراتها وموجزاتها الإخبارية وكأنها على استحياء وهي تقدم وجبات أشبه بالبائتة أو الباردة التي لا تثير الشهية ولا تشبع النهم. بعد أن علمت أن الخبر قد وصل إلى كل الناس في ذات لحظة وقوع الحدث سواء أكان طارئا كحادثة ما أو خبر سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي يأتي من داخل ردهات مفتوحة أو مغلقة بسرعة الضوء. على الصعيد المحلي وفي أقرب حدث لعلنا نتذكر حادثة غاز الرياض والتي طيرت أخبارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في أول اللحظات بالصوت والصورة حتى إننا سمعنا صوت الانفجار الذي نجم عن تسرب الغاز بعيد انشطار حاوية الناقلة. أما في الشأن السياسي الدولي أتت الانتخابات الأمريكية كمثال حي وآني، فعلى الرغم من تحفز القنوات الإعلامية ولهاثها وبحلقة مراسليها باتجاه التطورات والنتائج والبحث عن كل جديد ومع كل ما في ذلك من معاناة نجد المعلومة الصادقة وبلا رتوش تتهادى عبر وسائل بسيطة نتحكم فيها بأيدينا تظهر براعة بعضنا في رصد الحدث صوتا وصورة وفي برهة زمن ودون مقص رقيب أو حسابات حسيب أو تصنيف وتبويب إذ ليس لوسيلة إعلامية بعدها أن تدعي الأسبقية مع وجود هذا الزخم من الأدوات التواصلية لتغيير نمطية نقل الجملة الخبرية من حالة المبتدأ وجعل كل جديد بأطراف الأنامل غير بعيد والله المستعان. [email protected] twitter: Asm0488