استعاد ميدان «التحرير» بوسط القاهرة أجواء الأيام الأولى لثورة 25 يناير2011، فقد نصبت الخيام في وسط الميدان وعلى أطرافه فيما تحلق العشرات من الشباب في ندوات مختلفة سياسية وثقافية ،فيما كانت حلقات الأغاني الثورية والوطنية هي الأكثر تجمعا ،وإلى جانب هؤلاء التف بعض الشباب وكبار السن حول كتلة من النيران المشتعلة في بقايا خشب وأوارق لتبعث دفئا في هذا الجو البارد من ليل القاهرة هكذا مضت الليلة الأولى بعد مليونية «للثورة شعب يحميها» بعد فعاليات ومسيرات وهتافات هادرة تطالب بإسقاط الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، وبمجرد أن خلد بعض المعتصمين إلى النوم في الساعات الأولى من فجر أمس حتى صحا الجميع على تزايد حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، حيث دفع الأمن بسيارتين مصفحتين وكثف من إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع، والتي وصلت إلى منتصف الميدان، مما أدى إلى فرار المتظاهرين للشوارع الجانبية فيما قامت قوات الأمن بملاحقة عدد من المتظاهرين في الشوارع الجانبية المؤدية إلى شارع الكورنيش وكوبري قصر النيل، بالقنابل المسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى حالة من الكر والفر، في حين شهدت الحركة المرورية حالة من الارتباك الشديد، في حين غادرت سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة ميدان التحرير في ساعات مبكرة من يوم الأربعاء، بينما قام المتظاهرون بنقل المصابين للمستشفيات الميدانية المنتشرة بالميدان، لإجراء الإسعافات الأولية لهم. من جانبه أعلن زياد العليمي، عضو مجلس الشعب السابق، عن بدء اعتصامه بميدان التحرير، للمطالبة بسحب قرار الدكتور محمد مرسي بإصدار الإعلان الدستوري، ووصف العليمي ما يحدث داخل الجمعية التأسيسية للدستور بأنها «جمعية لجماعة الإخوان المسلمين» وأضاف العليمي، أن الاعتصام بالميدان هو رسالة تحذير للرئيس مرسي وجماعة الإخوان، لأنه ليس مقبولا أن نصنع ديكتاتورا جديدا في مصر وأكد الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، إن المتظاهرين الذين يشتبكون مع قوات الأمن بمحيط السفارة الأمريكية ليسو «بلطجية»، كما يصفهم البعض، موضحا أنهم يريدون نيل الشهادة من أجل تطهير وزارة الداخلية، ومحاكمة قتلة الثوار قائلا «وزير الداخلية لم يحاسب ولا يوجد أي تغيير وذكر عبد الفتاح أن القوى الإسلامية سيطرت على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بعد انسحاب القوى السياسية، مشيرا إلى أن مسودة الدستور لا تشمل أي مواد لتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن هناك مواد لعسكرة الدولة والإبقاء على مجلس الشورى. إلى ذلك انتشر عدد كبير من الباعة الجائلين بمنتصف الميدان، حيث استغلوا ظروف الاعتصام لاستئناف نشاطهم، وإقامة ما يشبه بالمقاهي الشعبية حول أطراف الحديقة الوسطى للميدان، والجزيرة الجانبية من ناحية مدخل كوبرى قصر النيل، والمثلث في الجهة المقابلة لحديقة مجمع التحرير.