تشهد مدينة الملك فهد الطبية عهداً جديداً من التطوير والتوسع بالتزامن مع النهوض الذي يشهدة القطاع الصحي في المملكة وتشمل النقلة الكبيرة تدشين عدد من المشاريع والتوسع في الخدمات التي ستسهم بإذن الله في رفع الطاقة الاستيعابية. ويأتي ضمن هذا التطوير إنشاء مركزين طبيين ومركز أبحاث الخلايا الجذعية ومبنى للمعامل الطبية، بعقد تجاوز مليار ومائة وسبعة وثمانين مليون ريال، حيث وقع معالي وزير الصحة مؤخراً عقود المشاريع الجديدة، لتضاف إلى مستشفيات ومراكز المدينة الحالية وهي: المستشفى الرئيسي، مستشفى النساء التخصصي، مستشفى الأطفال، مستشفى التأهيل الطبي، ومركز السكري التخصصي والغدد الصم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الأمر السامي رقم (أ/66) وتاريخ 13-4-1432ه، والقاضي بدعم توسعة المدن الطبية والمستشفيات التخصصية في المملكة. وعبر الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، عن خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على دعمهما الكريم للقطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، وحرصهما -أيدهما الله- على أن يحظى جميع المواطنين في كافة أنحاء المملكة بالخدمات الصحية اللائقة بكل عناصرها الوقائية، والعلاجية، والتأهيلية. وبين العمرو أن دعم خادم الحرمين الشريفين وحرصه على توفير الميزانيات لإنشاء المدن الطبية والمستشفيات والمراكز التخصصية بالمملكة سيساهم بإذن الله في توزيع الخدمات الصحية في مناطق المملكة المختلفة وقال: الحمد لله الآن نشهد منظومة المدن الطبية في شمال وجنوب وشرق وغرب المملكة إضافة إلى مدينة الملك فهد الطبية وهذه المدن الطبية ستساهم بلا شك في توفير خدمات طبية متخصصة بعد اكتمال تشغيلها في توفير رعاية طبية متقدمة، كما رفع شكره لمعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة الذي يولي كل الاهتمام لكافة المشاريع الصحية التي توفر الخدمات العلاجية للمرضى والتي تأتي ضمن جهود الوزارة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين. وأوضح الدكتور عبدالله العمرو، أن المشاريع الجديدة جاءت وفقا للخطط الإستراتيجية للمدينة الممتدة لعام 2026م والتي بنيت على العديد من الدراسات للوضع الصحي في المملكة وتنامي الطلب على الخدمات التخصصية وجميع المشاريع التي تم توقيع عقودها هي مشاريع نوعية ومتخصصة في مجال الرعاية الصحية. وبين الدكتور العمرو، أن مدينة الملك فهد الطبية تعمل ضمن إستراتيجيتها على رفع المستوى الصحي للمواطنين وتحسينه، وإرساء قواعد ومعايير عالية المستوى لممارسة مهنة الطب، وتشخيص الحالات المرضية المعقدة المحالة إليها من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى وعلاجها، إلى جانب تنمية الموارد البشرية في مختلف المجالات الصحية والإدارية من خلال التعليم والتدريب في مستوياته المختلفة، وإجراء البحوث والدراسات الصحية، وتقديم الاستشارات الطبية المتخصصة للمنشآت الصحية الأخرى. من جهته، قال المهندس عائض القحطاني مدير برنامج المشاريع الاستراتيجية في مدينة الملك فهد الطبية، إن المشاريع المزمع تنفيذها هي: مركز السرطان الشامل، والمركز الوطني للعلوم العصبية، وتوسعة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، ومركز أبحاث الخلايا الجذعية، بالإضافة إلى مبنى المعامل والمكاتب، بتكلفة إجمالية تبلغ 1,187,786,212 ريالاً. وأشار القحطاني إلى أن مركز السرطان الشامل يتكون من 11 طابقاً، تحتوي على 80 وحدة للعلاج الكيماوي وغرف للمرضى بمختلف التخصصات، وقاعات للتدريب، وتبلغ السعة السريرية له 238 سريراً، في حين يتكون المركز الوطني للعلوم العصبية من 11 طابقاً تضم 10 غرف عمليات متخصصة، بالإضافة إلى غرف للعناية المركزة للأعصاب بسعة 40 سريراً، وغرفاً للمرضى ومختبراً لأبحاث الأعصاب، وتبلغ السعة السريرية الإجمالية للمركز 316 سريراً. وبين المهندس عائض القحطاني أن توسعة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب تشمل غرفا لمرضى جراحة القلب، ومركزاً تأهيلياً للمرضى روعي في تصميمه تطبيق أفضل المعايير العالمية الخاصة بالعناية بمرضى القلب، بسعة 48 سريراً ليصبح مجموع أسرة المركز 213 غرفة ما بين غرف عناية للكبار والأطفال وغرف مرضى إضافة إلى عدد من قاعات التعليم والتدريب، بينما يضم مبنى المعامل ومركز أبحاث الخلايا الجذعية والمكاتب، معامل مختلفة شيدت على مساحة 7000 متر مربع، ومركز للخلايا الجذعية بنفس المساحة، فضلا عن مكاتب للإدارات الطبية تم ربطها بالمباني الطبية المحيطة بها لتسهيل تنقل الطاقم الطبي والفني. ولفت مدير برنامج المشاريع الاستراتيجية في مدينة الملك فهد الطبية إلى أن تصاميم المراكز الطبية قد حصلت مؤخراً على عدد من الجوائز المحلية والعالمية للعناصر التصميمية، كان أهمها الشهادة التقديرية من جمعية المعماريين الأمريكية AIA وجائزة أفضل منشأة صحية في مؤتمر البنية التحتية للمشاريع السعودية، والذي أقيم في مدينة الرياض وجائزة أفضل مشروع في فئة المشاريع الطبية في منتدى الاستثمار العربي المقام في مدينة أبو ظبي. وأضاف القحطاني "هذه المشاريع مسجلة للحصول على شهادة LEED العالمية في مجال الأبنية الخضراء حيث تم إعداد التصاميم بشكل يحقق للمباني التقليل في استهلاك الطاقة والمياه وإعادة تدوير المياه المستخدمة في المراكز واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة تقلل من انبعاث الكربون، مما يؤدي في المحصلة إلى إنشاء مبان بتكلفة تشغيلية هندسية منخفضة، مبينا أنه روعي في تصميم منشآت المدينة الطبية أن تكون مشتملة على عدد من العناصر المرتبطة بمناخ المنطقة والثقافة المحلية وتحقيق الهدف الأكبر في تقديم رعاية طبية مميزة للمرضى ومراعاة متطلبات العائلة السعودية. وبين القحطاني أن المخطط الاستراتيجي للمدينة يشمل العديد من المشاريع التي سيتم إقرارها قريباً أبرزها توسعة وتحديث غرف العنايات المركزة وتحويل الغرف الحالية لغرف مفردة بتصاميم مثالية وتجهيزات طبية وتقنية حديثة وطبقا للمعايير العالمية. كما تشمل المشاريع توسعة وتحديث غرف العناية المركزة حيث سيتم إضافة 30 سريراً في المرحلة الأولى التي ستنتهي خلال خمسة أشهر القادمة و60 سريراً في المرحلة الثانية وذلك لاستيعاب المرضى وتخفيف قوائم الانتظار ضمن إستراتيجية المدينة الطبية في تقديم الخدمة التخصصية العاجلة، كما سيتم تشغيل غرف العناية المتوسطة في المركز الوطني للعلوم العصبية بما يعادل 15غرفة وذلك لاستيعاب المرضى وتخفيف الضغط على العنايات المركزة ويجري العمل على تصميم غرف عناية متوسطة في المستشفى الرئيسي والأطفال لنفس المبدأ، كما أن هناك تحديثاً لغرف العمليات الحالية وتوسعة إضافية في عدد غرف العمليات ستشغل حين الانتهاء من مشروع تحديث غرف العمليات الحالية، بالإضافة إلى أنه خلال العام القادم سيتم الانتهاء من مشروع مبنى الطوارئ والعيادات الخارجية الذي سيزيد الطاقة الاستيعابية للمرضى. كما أن أحد أبرز الخطط المستقبلية فيما يخص الخدمات الطبية التي يجري العمل عليها حاليا هو مشروع زراعة نخاع العظم. وتحتل مدينة الملك فهد الطبية موقعاً بارزاً على مستوى الحركة التنموية في المملكة من خلال مجالها الطبي والخدمات التخصصية الدقيقة التي تقدمها وتعد من أضخم المشاريع التي تم تنفيذها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقد نجحت في تطبيق فكرة وقرار التشغيل الذاتي حيث بدأ التشغيل الأولي في العام 2003م والتشغيل الفعلي عام 2004م، وتضم أربعة مستشفيات بالإضافة إلى المجموعات السكنية مختلفة الوحدات والمساحات، حيث يعمل فيها أكثر من (7.000) طبيب وممرض وصيدلي وفني وتقني وإداري على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل في مختلف التخصصات لتقديم أفضل الخدمات والرعاية الطبية للمرضى.