حققت مدينة الملك فهد الطبية بالرياض (KFMC)، قفزة جديدة في مجال الرعاية الصحية ، حيث تنوي إنشاء مركزين طبيين متخصصين، ومبناً يضم مركزاً للأبحاث والمكاتب الإدارية، وتوسعة مركز أمراض القلب، بعقود تجاوزت قيمتها المليار ريال، لتنظم هذه المنظومة إلى منشآت المدينة الحالية: المستشفى الرئيسي العام، ومستشفى النساء التخصصي، ومستشفى الأطفال، ومستشفى التأهيل الطبي، والمراكز التخصصية، وذلك تنفيذاً للأمر السامي الرامي إلى توسعة المدن الطبية والمستشفيات التخصصية بالمملكة. وتتضمن العقود التي سيوقعها معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، السبت المقبل في مقر مدينة الملك فهد الطبية، مع تضامن الشركة اللطيفية للتجارة والمقاولات وشركة لايتون الشرق الأوسط للمقاولات، إنشاء (مركز السرطان الشامل، والمركز الوطني للعلوم العصبية، ومبنى المعامل ومركز أبحاث الخلايا الجذعية والمكاتب الإدارية، وتوسعة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بتكلفة تبلغ 212ر786ر187ر1 ريالاً. كما سيرعى معاليه توقيع عقد إنشاء المركز الوطني للعلاج بالجسيمات، بين شركة المركز السعودي للعلاج بالجسيمات من جهة، وتضامن الشركة اللطيفية للتجارة والمقاولات وشركة لايتون الشرق الأوسط للمقاولات من جهة أخرى، وذلك بمبلغ قدره 067ر611ر277 ريالاً. ويتكون "مركز السرطان الشامل" من 11 طابقاً، تضم 80 وحدة للعلاج الكيماوي، وغرف للمرضى بمختلف التخصصات، وقاعات للتدريب، بسعة 238 سريراً، في حين يحتوي المركز الوطني للعلوم العصبية من 11 طابقاً تضم 10 غرف عمليات متخصصة، بالإضافة إلى غرف للعناية المركزة للأعصاب بسعة 40 سريراً، وغرفاً للمرضى، ومختبراً لأبحاث الأعصاب، بسعة تبلغ 316 سريراً . وتكمن توسعة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، في إيجاد غرف لمرضى جراحة القلب، وقاعات للتعليم والتدريب الطبي، إضافة إلى إنشاء مركز تأهيلي للمرضى روعي في تصميمه تطبيق أفضل المعايير العالميه الخاصة بالعنايه بمرضى القلب، ليصبح اجمالي غرف المركز بعد التوسعة 213 غرفة ما بين غرف عناية للكبار والأطفال وغرف مرضى. ويضم مبنى المعامل ومركز أبحاث الخلايا الجذعية والمكاتب الإدارية، معامل مختلفة صممت على مساحة 7000 متر مربع، ومكاتب للإدارات الطبية تم ربطها بالمباني الطبية المحيطة بها لتسهيل تنقل الطاقم الطبي والفني، إضافة الى مركز متقدم في أبحاث الخلايا الجذعية. أما "المركز الوطني للعلاج بالجسيمات" الذي ستنشئه وزارة الصحة بالتعاون مع القطاع الخاص، فيعدّ أحد المراكز الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط المتخصصة في علاج أمراض السرطان باستخدام تقنية البروتون، ويضم عدداً من التجهيزات السريرية والطبية المعنية بعلاج حالات الأورام السرطانية المختلفة، وخطط لهذا المركز بأن يكون مرجعاً طبياً لجميع هذه الحالات المرضيّة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وهذه المراكز كما أوضح المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو، هي ثمرة خطط المدينة الاستراتيجية الممتدة لعام 2026م، التي تهدف إلى التوسع النوعي في مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وتحقيق الرؤية في أن تكون المدينة الأساس المرجعي الوطني بحلول 2013م، والأساس المرجعي الإقليمي بحلول 2016م، في مستوى الرعاية الصحية وفي نظم وأساليب العمل، وفق أحدث الأنظمة العالمية المعمول بها في قطاعات الصحة. وأفاد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن مدينة الملك فهد الطبية تعمل ضمن استراتيجيتها على رفع المستوى الصحي للمواطنين وتحسينه، وإرساء قواعد ومعايير عالية المستوى لممارسة مهنة الطب، و تشخيص الحالات المرضية المعقدة المحالة إليها من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى وعلاجها، إلى جانب تنمية الموارد البشرية في مختلف المجالات الصحية والإدارية من خلال التعليم والتدريب في مستوياته المختلفة، وإجراء البحوث والدراسات الصحية، وتقديم الاستشارات الطبية المتخصصة للمنشأت الصحية الأخرى. زد على ذلك، فإن خطوة إنشاء مركز للعلاج بالجسيمات " حسبما ذكر المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية" تأتي تعزيزاً لدور القطاع الخاص في دعم النظام الصحي بالمملكة، عن طريق المشاركة الفعالة مع القطاع الحكومي في إدارة وتشغيل مرافق الخدمات الصحية ومشاريعها التنموية، وتجهيز المرافق الحكومية وفق منظومة عمل متكاملة بين القطاعين العام والخاص، للإرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى، وتحقيق العناية الطبية لهم. وعبر الدكتور العمرو، عن خالص شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على دعمهما الكريم للقطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، وحرصهما – ايدهما الله - على أن يحظى جميع المواطنين في كافة أنحاء البلاد بالخدمات الصحية اللائقة بكل عناصرها الوقائية، والعلاجية، والتأهيلية، إلى جانب توفير الميزانيات الضخمة لإنشاء المستشفيات والمراكز التخصصية بالمملكة حتى وصلت بها إلى العالمية. وتعدّ مدينة الملك فهد الطبية من أكبر المجمعات الطبية والأسرع تطوراً في منطقة الشرق الأوسط، وتم إنشائها عام 1979م بتكلفة اجمالية بلغت 3ر2 مليار ريال، لتضم في جنباتها أربعة مستشفيات وأربعة مراكز تخصّصية يعمل فيها خلية بشرية تتكون من 7000 موظف ما بين طبيب وإداري وفني على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل في مختلف التخصصات الطبية، لتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحيّة للمرضى. ويسع المستشفى الرئيس للمدينة 459 سريراً مع العيادات التخصصية لتشخيص وعلاج الأمراض المختلفة، في حين يسع مستشفى التأهيل الطبي 159 سريراً يقدم مستويات مختلفة من الرعاية الطبية، وخدمات العيادات الخارجية، ويسع مستشفى الأطفال 246 سريراً، ومستشفى النساء التخصصي 236 سريراً، إضافة إلى المدينة تضم 30 غرفة للعمليات مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة في المجال الطبي، و177 سريراً لوحدات العناية المركزة والمتوسطة.