أثبتت المرأة السعودية تميزها وأنها جديرة بالإبداع المميز إذا أتيحت لها الفرصة وقد شهدت مدينة جدة ليلة من ليالي الإبداع مع انطلاقة ة معرض الأثاث والتصميم الداخلي «ديكوفير 2012» والذي تنظمه ريد سنيدي للمعارض بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات بمشاركة أكثر من 100 عارض محلي ودولي يتنافسون من أجل زيادة حصصهم التسويقية في سوق يقدر حجمه بحوالي 5.5 مليار ريال سنوياً. وبرزت سيدات الأعمال السعوديات اللاتي ينشدن المستقبل القادم بخطوات إبداعية متميزة ممزوجة بالحلم والواقع لتعلن الفتاة السعودية مرة أخرى أنها القادرة على التحدي في سوق الأعمال. وقالت سيدة الأعمال السعودية سارة بنت عبدالرحمن بن تركي السديري متحدثة عن دور المرأة السعودية في قطاع الأعمال وأنها أثبتت قدرتها التنافسية من أجل الريادة بعزيمة صادقة تنبع من أصالة فكرها وروعة إبداعها. وأضافت المتخصصة في إدارة الأعمال سارة السديري: «اتجهت إلى تصميم المجسمات المعمارية ولم يكن هذا المجال موجودا في السوق السعودي وبدأت أخوض غمار هذا العمل واستطعت أن أنجز العديد من المشروعات التصميمية للمجسمات». وقالت سيدة الأعمال الهنوف أبو الخيل إنها تخصصت في التصميم الداخلي في الديكورات من كلية دار الحكمة، مشيرة إلى أن سوق الديكور سوق رائج وان سيدة الأعمال المتخصصة في هذا الجانب يمكن أن تحقق النجاح في تجارتها. وقالت سيدة الأعمال الشابة مريم قنديل إنها استطاعت من هوايتها في صنع التحف الجمالية مجالا لإقامة صناعة يمكن أن تكبر معها في يوم من الأيام. فيما أشارت علا الجندي إلى أن معرض ديكوفير تمكنت من خلاله أن تروج لأعمالها الإبداعية في التصميم والديكورات المختلفة. وقالت نوير محمد الزيد سيدة أعمال شابة إنها اكتسبت الخبرة من تخصصها في مجال الديكور ومن هذا التخصص استطعت أن اصنع لنفسي هوية وبدأت مشاريعي الصغيرة من اجل مستقبل قادم في هذا المجال. وقال ديفيد ويلسون مدير تطوير الأعمال في المملكة العربية السعودية: إن المعرض الذي يستمر 5 أيام يمثل منصة عرض رئيسة لمعارض الأثاث والديكور الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط في ظل تنوع الأذواق وارتفاع القدرة الشرائية العالية بالسوق السعودي. وأوضح أن المعرض الذي يدخل دورته الرابعة هذا العام تتنافس فيه الشركات العارضة لتقديم تجهيزات المنازل والفلل والقصور من إيطاليا وفرنسا واليونان وهنجاريا ولبنان وتركيا ومصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية. من جهته أعرب المهندس محمد الهرساني عن أمله في أن يسهم المعرض في التأسيس لصناعة محلية قوية في مجال الأثاث والديكور انطلاقا من الخبرات التراكمية التي يقدمها للمهتمين بهذه الصناعة على الصعيد الوطن. وأبرز التحديات التي تواجه صناعة الأثاث حاليا ومنها ارتفاع أسعار المواد الخام وضوابط الجودة والسعر المناسب لتحقيق معدلات الانتشار والثقة المطلوبة لدى جمهور المستهلكين. وأوضحت هيا السنيدي رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض الدولي الرابع للديكور والأثاث أن إنشاء مصانع وطنية سعودية نسائية من شأنه أن يوفر وظائف للآلاف من الخريجات في الجامعات والكليات والمعاهد بدلا من محدودية عمل المرأة في مجالات محددة ولفتت إلى أهمية إنشاء أكاديمية متخصصة للتصميم والديكور لإعداد كوادر وطنية سعودية في هذا الجانب الذي يعاني من نقص شديد في السوق السعودي ويغطى حاليا بالعمالة الوافد التي تشكل 98%. وأكدت أن سوق العمل السعودي يحتاج في المرحلة القادمة إلى 50 ألف متخصص ومتخصصة من الشباب والفتيات في مجال الديكور والأثاث والإكسسوارات المنزلية، مشيرة إلى أن هذا التخصص يعد من التخصصات الأكثر احتياجا وسيوفر فرص عمل وظيفية للشباب والفتيات السعوديات، داعية إلى ضرورة إنشاء أكاديمية متخصصة للتصميم والديكور لإعداد كوادر وطنية متخصصة. وقالت: إن الوزارات المعنية مطالبة باتخاذ كافة الإجراءات من اجل توفير المناخ الاستثماري أمام المستثمر المحلي. ودعت السنيدي إلى استحداث حلول جذرية للقيود الإجرائية من اجل تعزيز الاستثمارات النسائية في المجالات المختلفة والى أهمية فتح المجال أمام المرأة للاستثمار في أسواق العقار والسندات وإقامة المصانع وتنظيم المؤتمرات والمنتديات والمعارض الدولية بما يتوافق مع الطبيعة الاستثمارية لها. وشددت على أن إنشاء المصانع النسائية في المجالات التي تتوافق مع قدراتها سوف يعكس صورة جديدة للشراكة الحقيقة في النمو وتنمية الاقتصاد والنهوض بالطاقات المعطلة التي تشكل أكثر من نصف المجتمع إلى طاقات عاملة ومفعلة.كما طالبت بالعمل على فتح القنوات والأنشطة الاستثمارية أمام المرأة السعودية لاستيعاب الأرصدة المجمدة في البنوك وتحفيز البنوك لتقديم القروض للنساء والتوسع في الصناعات الصغيرة لتوظيفهن.