كم تسهل الإشارة إلى مجمل المشاكل المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، من خسارة إنتاجية، ومسؤوليات «العلامة التجارية الشخصية»، والتدفق الكاسح للمعلومات. وعند ما نسمع بمزايا وسائل التواصل الاجتماعي، يكون الأمر مرتبطاً عادةً بسياق الأعمال (كالإشادة مثلاً ببروز تسويق الستيرويدات عبر التناقل الإلكتروني) أو بالتركيز على المزايا الاجتماعية (وقد اشتهر كلاي شيركي، الأستاذ في جامعة نيويورك، بكلامه عن «الفائض المعرفي» الناتج عن استعمال مجتمع معيّن لوسائل عبر الإنترنت على غرار «ويكيبيديا»). وتُسجَّل مستويات تركيز أكثر تديناً على المنافع الفردية لوسائل التواصل الاجتماعي. ولكنني أعتقد أن الأمر يحثّنا على التحوّل إلى أشخاص أفضل وقادة أكثر ذكاءً. وفيما يلي ثلاثة تحسينات شهدت عليها في حياتي الخاصة ولدى بعض أهالي الاختصاص الذي أكنّ لهم إعجاباً: - نحن نبيع بشكل أفضل: في مهنتي السابقة، كنت أعمل صحافية. وكل أسبوع، أكتب مقالاً من 3 آلاف كلمة - إنما أترك العنوان لمحرر النصوص. واستوعبت أنه لم يكن من مسؤولياتي تأليف عنوان مثير للاهتمام. أما اليوم، فنحن مضطرون إلى أن نفهم أن الغلاف -أي العنوان- مهم. وأصبحنا جميعاً علماء بيانات، نثابر على قياس الأمور التي من شأنها تحفيز فضول العميل. - نحن نصغي بشكل أفضل: من الصعب تقييم مهارات الإصغاء التي تتمتع بها في العالم الواقعي. فهل يشعر موظفوك بأنه يتم الإصغاء إليهم؟ هل يرى شريكك بأنك متنبّه؟ لكن في كل مرة تنشر فيها تعليقاً عبر الإنترنت أو تعمد إلى إرسال تغريدة، تمارس إحدى أهم المهارات التي قد يتمتع بها شخص ما، أي القدرة على الإصغاء والتواصل مع الآخرين. - نحن نتحرك بسرعة أكبر: قد يتساءل البعض حول ما إذا كان الإسراع في الحركة إيجابياً. ماذا عن قيمة التفكير؟ لا شكّ طبعاً في أن الأمر يشكّل مصدر قلق فعلياً. ولكنه ينطوي أيضاً على فائدة، كونه يخوّلك المشاركة في الأخبار أثناء تجلّيها (ويسمح لك بتعزيز قيمتها). وعند ما تُسعد عميلاً بالرد عليه فوراً عبر «تويتر» أو تساعد زميلاً من خلال حشد المصادر لحل مشكلته، فأنت تختبر الظاهرة عينها، أي منافع السرعة. وتساعدنا تركيبة وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها على تطوير مواطن قوة قيّمة في مجال القيادة. ويجب أن نكفّ على الشعور بالقلق حول ما إذا كان علينا أن نسمح للموظفين باستخدام «فيسبوك» في مكان العمل، وبدء التركيز على التأكّد من أن جميعنا قادرون على توظيف وسائل التواصل الاجتماع في سبيل إعطاء أفضل ما نحن عليه. (دوري كلارك مستشارة في مجال الاستراتيجيات، عملت بالتعاون مع عملاء أمثال «غوغل»، وجامعة «ييل»، و»ناشونال بارك سرفيس»، وهي مؤلفة كتاب سيصدر قريباً بعنوان «إعادة ابتكار ذاتك: حدد علامتك التجارية وتصوّر ستقبلك» Reinventing You: Define Your Brand, Imagine Your Future).