صدر للأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي عمل روائي جديد، بعنوان «كمائن العتمة» عن دار الفارابي للنشر والتوزيع. وتُعَدّ هذه التجربة الروائية الثانية للمزروعي بعد روايتها زاوية حادة، إلا أن رواية كمائن العتمة مختلفة تماماً عن الرواية السابقة من جوانب عدة، سواء من ناحية الأسلوب والحبكة والسرد؛ حيث تقوم حبكتها السردية على الموت الذي يشكل نافذة للإطلالة على حياة الكائن، وعلى معاناته، ووحدته، خاصة إذا كان هذا الكائن أنثى، ويعري المأساة الإنسانية في ظل الشرخ الموجود بين حقيقة الكائن الداخلية ومحيطه، وهو شرخ يلغي الزمن بوصفه قيمة أساسية في العمل الروائي، ويصبح الزمن دائرياً، وشبيهاً بالدائرة المغلقة على المشاعر والأفكار، وتغدو العتمة هي الحقيقة الوحيدة، حقيقة ساطعة أكثر من الضوء. في هذا العمل الروائي تذهب فاطمة المزروعي إلى أعماق بطلتها، ولا يهمها أن تنجز وصفاً مجرداً لمعاناتها بقدر ما تبدو مشغولة بالتفاصيل التي تفضي إلى معنى الوجود تحت رحمة الخديعة التي يعيشها الأحياء، أو إلى حقيقة العدم نفسه الذي يحيط ببطلتها، وتصبح الرواية مرآة متعددة لحوار الكائن مع قدره، وكشفاً للكمائن التي تترصدنا منذ أن نفتح أعيننا للمرة الأولى على الحياة. الأديبة المزروعي كتبت في مجالات أدبية عدة كالقصة القصيرة، وصدر لها ليلة العيد 2004 ووجه أرملة فاتنة، كما كتبت في الشعر وصدر لها في عام 2001م ديوان بلا عزاء، أما في مجال المسرح فقد صدر لها حصة 2009 وروايتها الأولى صدرت عن دار العين في عام 2009 بعنوان «زاوية حادة». وتكتب فاطمة في مجال الرأي في صحف ومجلات عدة، منها جريدة الاتحاد، ومجلة أرى، ومجلة الإمارات الثقافية.