أثرت الأديبات الخليجيات في الآونة الأخيرة الساحة الأدبية بالعديد من الأعمال الأدبية المتميزة التي حققت نجاحاً كبيراً على المستوى الجماهيري والنقدي، ومن الأديبات التي أظهرت تألقاً كبيراً الأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي التي صدر لها مؤخراً رواية جديدة بعنوان "كمائن العتمة" عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، وحققت الرواية نسبة توزيع كبيرة دلالة على النجاح الجماهيري. وتتميز الرواية بأسلوبها الشيق الممتع من ناحية الحبكة والسرد وتذهب فاطمة المزروعي في هذا العمل الروائي إلى أعماق بطلتها، ولا يهمها أن تنجز وصفاً مجرداً لمعاناتها، بقدر ما تبدو مشغولة بالتفاصيل التي تفضي إلى معنى الوجود تحت رحمة الخديعة التي يعيشها الأحياء، أو إلى حقيقة العدم نفسه الذي يحيط ببطلتها، وتصبح الرواية مرآة متعددة لحوار الكائن مع قدره، وكشفاً للكمائن التي تترصد الإنسان بالإضافة إلى تعرض الرواية للعديد من الصراعات الإنسانية التي تسيطر على الإنسان خاصة صراعه بين مشاعره الداخلية وحياته الخارجية ومدى تأثير كل منهما على الآخر. وتحتوي رواية «كمائن العتمة» على 133 صفحة وتعد هذه الرواية التجربة الروائية الثانية للمزروعي بعد روايتها «زاوية حادة» التي صدرت عن دار العين للنشر في مصر عام 2010 وتم عرضها في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الذي أقيم في مارس 2010 مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وقد أنجز ترجمة الرواية إلى الإنجليزية المترجم عدنان محمد وحققت الرواية نجاحاً كبيراً. يشار إلى أن الكاتبة فاطمة المزروعي تكتب في أكثر من حقل أدبي، حيث لها مجموعة قصصية بعنوان "وجه أرملة فاتنة" صادرة عام 2008 عن مشروع "قلم" التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، كما أنجزت نصين مسرحيين هما "طين وزجاج"، فاز بجائزة التأليف المسرحي عام 2008 التي تنظمها جمعية المسرحيين وعرضت في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دبي، والثاني بعنوان "حصة " وفاز بالمركز الثاني في مسابقة التأليف المسرحي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عام 2009 . كما كتبت سيناريو فيلم "تفاحة نورة" الذي عُرض كفيلم في مهرجان الخليج السينمائي 2009 في دبي، وتدل هذه الأعمال المتنوعة على موهبتها الأدبية الكبيرة .