رغم المعلومات والإشارات التي تم تداولها قبل أسبوع من شن الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، من أن حكومة الإرهابيين التي يرأسها نتنياهو وحليفه ليبرمان تُعِدّ العدة لشن عدوان على قطاع غزة، وقد تحركت مصر، وحصلت على ضمان من السلطات الإسرائيلية بعدم شن عدوان على غزة، إلا أن الأمر تغير فجأة، وبدأت إسرائيل شن حرب مفتوحة بقيام طائراتها الحربية بشن غارات استهدفت إحداها نائب قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، فقُتل هو ومرافقوه الذين كانوا معه في سيارته الخاصة، وأتبعت ذلك بإطلاق حزمة من الصواريخ استهدفت مع الطائرات المقاتلة 250 هدفاً، مجملها أهداف مدنية. وبعد ذلك أطلقت كتائب القسام مجموعة من الصواريخ، طالت ثلاثة صواريخ منها ضواحي تل أبيب، فقتل ثلاثة من الإسرائيليين. الإسرائيليون يزعمون أن هجومهم جاء ردًّا على إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية في النقب، وحماس نفت إطلاق أية صواريخ، في حين راجت في غزة أن حركة الجهاد هي التي أطلقت الصواريخ، وأنها أرادت إشعال الموقف لتخفيف الضغط على حلفائها الإقليميين في إيران وسوريا، إذ يهدف إشعال الموقف في غزة إلى توسيع مسرح المعارك في المنطقة العربية، وزيادة الحرائق؛ حتى يستطيع النظامان السوري والإيراني توظيف ذلك كأوراق تفاوضية تُستعمل من قِبل طهران ودمشق في لقاءاتهما مع الأمريكيين والأوروبيين، وحتى مع القوى الإقليمية؛ إذ تدخل ضمن التهديدات التي أطلقها بشار الأسد بتحويل المنطقة العربية إلى محرقة كبرى تطول الجميع، فهل تطابقت مصالح تل أبيب ودمشق، وتقاطع ذلك مع رغبة طهران في منحها ورقة تفاوضية تفيدها في مفاوضاتها القادمة مع مجموعة 5+1 القادمة الخاصة بمصير المنشآت النووية الإيرانية وبرنامجها العسكري، مقايضة ذلك بتعزيز دور إقليمي أقوى في المنطقة العربية، والسماح لها بلعب دور ريادي في إقليم الخليج العربي؟ تطابق الأهداف هذا الذي جعل إسرائيل تنفذ عدوانها على قطاع غزة ليس بالضرورة يتم عبر لقاءات أو اتفاقيات سرية، وإنما الأفعال والنتائج تفضح النوايا. وإذ كانت إسرائيل، وبخاصة حكومة الإرهابيين برئاسة نتنياهو، تسعى إلى تحقيق توظيف هذه العربدة الإسرائيلية لخدمة عناصر الحكومة الإسرائيلية، سواء لنتنياهو وليبرمان وحتى باراك وزير الحرب، الذي يريد أن يحسن وضع حزبه الجديد (المستقبل) للحصول على أكثر من 3.5 في المئة من أصوات الناخبين، إضافة إلى توظيف هذا العدوان الذي تسبب في مقتل العديد من الضحايا الفلسطينيين وحتى الإسرائيليين، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى عرقلة جهود السلطة الفلسطينية بالحصول على عضوية لدولة فلسطين لصفة مراقب في منظمة الأممالمتحدة، بتحميل الفلسطينيين ما يحدث وتكريس صفة الإرهاب بهم. إذن، كلٌّ يسعى لتحقيق أهداف تخدم توجهاته السياسية، إلا أن المتضرر الأكثر هو الشعب الفلسطيني الذي لا يحتاج في هذه المرحلة إلى مثل هذه المغامرات والسقوط في فخ الاستدراج الإسرائيلي للفلسطينيين، وفرض معارك في غير وقتها؛ ما يتطلب تصرفاً حكيماً يتعامل بهدوء مع تطور الأحداث مثلما تقوم به حكومة حماس المقالة في غزة. [email protected]