كشفت دراسة أمريكية حديثة أن النساء اللائي يعانين من صداع نصفي لم يصبن بتراجع في قدراتهن على الإدراك بمرور الوقت مقارنة بأخريات لم يصبن بهذا الصداع. وأوضحت الدراسة التي نشر نتائجها موقع «ساينس ديلي» العلمي والطبي، والتي استمرت تسع سنوات بتمويل من المعهد الوطني للأبحاث في الولاياتالمتحدة أن النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي لديهن ميل أكثر لحدوث تغيرات ذهنية، في المادة البيضاء، وهي التي ظهرت كبقع مضيئة في أشعة الرنين المغناطيسي التي خضعن لها. وتقول الدكتورة ليندا بورتر، الباحثة واستشاري علاج الآلام بالمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية الذي قام بتمويل الدراسة: «إن حقيقة عدم وجود دليل على فقدان القدرة المعرفية (الإدراكية) بين هؤلاء النسوة خبر سار.. كنا نعرف لفترة أن النساء اللائي يعانين من الصداع النصفي يملن إلى أن يحدث لديهن تغييرات ذهنية كما هو واضح في أشعة الرنين المغناطيسي. ولكن هذه الدراسة التي استمرت تسع سنوات هي الأولى من نوعها التي تقدم متابعة طويلة للخطر في هذا الصدد». ويوضح الدكتور مارك سي كروت، أخصائي الأشعة العصبية بالمركز الطبي في جامعة ليدن بهولندا، وأحد الباحثين الرئيسيين في البحث على مدار تسع سنوات: «هناك رسالة مهمة تبعث بها الدراسة مفادها: يبدو هناك عدم وجود حاجة لمزيد من العلاج القوي أو منع هذه النوبات (من الصداع النصفي)». وكانت دراسات سابقة أظهرت علاقة بين البقع المضئية (المادة البيضاء) التي تظهرها أشعة الرنين المغناطيسي وعوامل تؤدي للإصابة بتصلب الشرايين، وأيضا زيادة الخطر من الإصابة بالسكتة الدماغية وضعف القدرات الإدراكية.