قبل أن تُقام في موعدها الرسمي المقرر مساء اليوم، حققت مباراة الأخضر السعودي لكرة القدم الودية أمام منتخب الأرجنتين كل أهدافها غير الكروية، أهدافها خارج المستطيل الأخضر، وهي الأهداف غير الرياضية التي يأتي من أهمها الاهتمام الكبير الذي حظيت به الزيارة الذي بدأ قبل أن تتم، وسيستمر ويتواصل طوال فترة وجوده في المملكة، مع زخم إعلامي كبير يتجاوز المباراة، ويتسع بمقدار يفوق كثيراً من المنتخبات العالمية سواء منتخبات أمريكا الجنوبية أو منتخبات أوروبا الأولى، ذلك يعود ليس فقط للقيمة الفنية والرياضية والأسماء والعناصر الرياضية العالمية الكبيرة التي يضمها منتخب التانغو في صفوفه بوجود ميسي أفضل وأحرف لاعب عالمي حالياً وزملائه الآخرين المعروفين جميعاً، وإنما هناك نقطة مهمة جداً تُضاف إلى ذلك، وهي أن لاعبي المنتخب الأرجنتيني، يتوزعون بين دول أوروبا جميعها ويلعبون لأكبر فرق كرة القدم فيها، إذ معروف أنه لا يُوجد في القائمة التي وصلت الرياض ولا لاعب محلي (يلعب في دوري بلاده)، وإنما جميعهم محترفون دوليون خارج الأرجنتين، ولذلك فإن أهمية المنتخب وقيمته واتساع الزخم الإعلامي، يأتي من جراء المتابعة أصلاً من جماهير الفرق والأندية الأوروبية الكبيرة ووسائل إعلامها للاعبيهم وتحركاتهم واهتمامهم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بهم، وأزعم أن اهتمام واتساع رقعة المتابعة بمنتخب الأرجنتين ولاعبيه تفوق الاهتمام (مثلاً) بالمنتخب الإسباني بطل أوروبا والعالم والمتصدر الأول للتصنيف الدولي، وذلك يعود إلى أن غالبية لاعبيه محليون، يشاركون في الليجا الإسبانية. على الأقل من الواضح أن هذه المباراة تحقق محلياً مكاسب إضافية للمنتخب والرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، إذ يكفي دخول إحدى أهم القوى الاقتصادية الداعمة للرياضة في مناطق كثيرة في العالم دائرة المنافسة والرعاية للمباراة، وهي التي كانت منتظرة ومدعوة دائماً للحضور والمشاركة، بعد ابتعاد كبير وغياب طويل على إثر تجربة وحيدة تمت من قبل سنوات عن طريق نادي الهلال، فهناك بنك محلي من بين رعاة المباراة، وستتضح لاحقاً العديد من المكاسب الإضافية للمباراة، وستلقي بظلالها - بإذن الله - على مستقبل الدعم المادي لكرة القدم السعودية، وكل ذلك يُسجل بالتأكيد لإدارة المنتخب وخطوتها الهامة في إقامة هذه المباراة، حتى إذا لم تكن من ضمن الأهداف المقصودة أو المرسومة سلفاً، وتبقى الأهداف الأهم، وهي الأهداف الرياضية في انتظار أن تتحقق في مباراة اليوم من خلال المستطيل الأخضر، وما سيخرج به الصقور الخضر من مواجهة التانجو من مكاسب أدائية واستفادة عناصرية قبل النتيجة المحسومة مبكراً، ومهما كانت سنقول لراقصي التانغو ولميسي وزملائه شكراً سلفا. الأهداف الرياضية تعتمد درجة الاستفادة الفنية التي سيخرج بها الأخضر السعودي من مباراته أمام منتخب الأرجنتين على رؤية المدير الفني للمنتخب السيد ريكارد، والأهداف الخاصة التي وضعها ويرجوها من المباراة، والتي على ضوئها سيعتمد التشكيل الذي سيلعب المباراة والأسماء التي سيمنحها الفرصة والعدد الذي سيزج به في المباراة، بعيداً عن اختياراته وقائمته الكاملة واللاعبين الذين استدعاهم، والتي (كالعادة) لم تجد الرضا والقبول الكاملين من الجماهير والمتابعين، وهو أمر متكرر ويحدث مع ولقائمة كل منتخبات العالم، إذ يصعب أن تجد قائمة منتخب مهما كانت موافقاً عليها، وتحظى برضا الإعلام والجمهور لاختلاف النظرة والتوقعات من كل فئة، وبناءً على الآمال المرسومة منهم والأهداف المعلنة وغير المعلنة من قِبل المسؤولين إدارياً وفنياً، وهي قد لا تتوافق مع تلك التي ترسمها الجماهير الرياضية، ويبقى المهم هو أن تكون الخطوات والتوجهات التي يسير عليها الأخضر (مرسومة) صح, والأخطاء والملاحظات (مرصودة) بواقعية ووضوح، حتى تأتي المخرجات عند الحصاد والنتائج عند المواجهات الرسمية متوافقة بالصورة المتوقعة والمنتظرة ومحققة لرغبات وآمال وطموحات الجميع - مسؤولين وإعلاميين وجماهير -. كلام مشفر * قبل المباراة ومع إعلان قائمة الأخضر ظهرت بعض الملاحظات والانتقادات الفنية حول ضم بعض اللاعبين الصغار من المواهب الصاعدة، وهي الملاحظات التي يُصادق الكثيرون على بعضها، وقد يأتي الرد عليها اليوم. * الرد المنتظر سيكون عملياً، ومن جانبين، الجهاز الفني في إظهار كيفية الاستفادة أو التوجه نحو الاستفادة من بعض تلك الأسماء، ومن الأسماء نفسها في انتهاز الفرصة الذهبية وتقديم ما هو مقنع ومسكت في نفس الوقت. * قوة المباراة وأهميتها سحبت الأضواء عن حوادث ومناسبات رياضية كثيرة، بل وحتى مناسبات غير رياضية لها علاقة بالرياضة، ولعل أبسط الأدلة على ذلك هو تراجع الأخبار عن قائمة المرشحين لاتحاد الكرة إلى المساحات السفلى في الصحافة الرياضية، والعناوين الخلفية في برامج القنوات الفضائية، وذلك أمر طبيعي جداً.. أتمنى أمسية كروية سعودية - لاتينية للجميع.