قبل أن أتحدث عن كارثة يوم الخميس في مدينة الرياض 16/12/1433ه لابد من التحدث عن موضوع مهم ويعتبر من البنى التحتية في التنمية في المملكة وهو افتقاد مدن المملكة وقراها إلى شبكة تمديدات الغاز إلى المنازل، حيث دول ليست في مستوى المملكة من الناحية الاقتصادية توجد بها شبكة تغطي جميع مدنها، وكان المفترض أن يكون هذا من أولويات خطط التنمية في المملكة، وهذا لم يحدث ولا يزال الغاز ينقل بالطريقة التقليدية من خلال صهاريج الغاز التي تعتبر من القنابل الموقوتة وخير شاهد على ذلك ما حصل يوم الخميس من انفجارات نتيجة لتسرب الغاز من الصهريج الذي تعرض لحادث سير وكانت النتيجة خسائر بشرية ومادية وحالة هلع وخوف وحزن عمت جميع الأحياء القريبة من موقع الكارثة ولا كان أحد يصدق أن تكون تسربات الغاز أن تحدث مثل هذه الأضرار وخصوصاً العاديين الذين ليس لهم معرفة بالغاز وأخطاره، وبالمقابل هناك كثير من المتخصصين والإعلاميين الذين لديهم حس توعوي وثقافي يدركون أن الغاز ممكن يحدث أكثر ضرراً من هذه الكارثة، وبهذه المناسبة أذكر مقالة في جريدة الجزيرة للكاتب سليمان الفليح قبل أشهر حذّر من خطورة هذه الصهاريج ومن قبله ما وثق على شبكة الإنترنت عام 2008م لشاحنة غاز تسير بسرعة متهورة في شارع الثلاثين في مدينة الرياض ولكن لا حياة لمن تنادي عندما يقع الفأس في الرأس وتكون الكارثة نبدأ نبحث عن الأسباب والحلول وننسى أن الوقاية خير من العلاج، فشركة الغاز الأهلية تقع عليها مسؤولية كبيرة في الالتزام بشروط السلامة وتنفيذها بعناية ودقة سواء كانت في الصهاريج التي تنقل الغاز أو أماكن توزيعه، لأن الملاحظ الآن نجد أن معظم محلات الغاز مقامة داخل الأحياء المكتظة بالسكان وشروط السلامة لم يتم تطبيقها بشكل جيد ومن بينها قيام أصحاب هذه المحلات بتعبئة مواقد الغاز الصغيرة داخلها وهي قابلة للاشتعال أيضاً افتقاد هذه المحلات لأساليب التوعية التي تحذر من خطورة الغاز ويفترض أن تطلب شركة الغاز من أصحاب هذه المحلات أن تضع بلشورات وبنارات فيها توعيه للمواطنين وتحذرهم من خطورة الغاز أيضاً أحب أن أعرج على تصريح مدير عام شركة الغاز الوطنية الذي تحدث عندما وقعت الكارثة، وقال في المقابلة التي أجريت معه إن أرامكو لا يمكن أن تعطي تصريحا للصهريج وسائقه إلا أن يكون مطابقاً للشروط المتبعة عندها، وهذا قد يكون صحيحاً لا غبار عليه ولكن السؤال الذي يطرحفسه أين الشروط الملزمة لسائق صهريج الغاز من شركة الغاز؟ فالسرعة عند بعضهم حاضرة كذلك تجد بعضا منهم يقودها في ذروة ارتفاع الحرارة مما يجعلها قابلة للاشتعال، أيضاً لا توجد على هذه الصهاريج علامات تحذيرية سوى عبارات تقليدية مكتوبة يمنة ويسرة، أين (السفتي) كما هو المتبع في سيارات النجدة والمرور؟ وهنا أتساءل هل سائقو هذه الصهاريج خضعوا لتدريب معين من قبل شركة الغاز والا يعتبرون مثل السائقين الآخرين؟ أمور كثيرة تحتاج إلى إيضاح من شركة الغاز أيضاً، الدفاع المدني عليه مسؤولية كبيرة في متابعة شروط السلامة في محلات بيع الغاز والمرور، كذلك له دور في متابعة سائقي صهاريج الغاز فيما يتعلق بالتقيد بالسرعة المحددة وأوقات دخولها إلى المدينة والأماكن التي تتوقف فيها. والله من وراء القصد.. [email protected]