السلامة مطلب غال لكل من يعيش فوق هذا التراب الطاهر.. وهي هاجس يومي نبحث عنه في منازلنا وطرقاتنا وأعمالنا.. بل حتى في ترفيهنا وسياحتنا.. لكن (ثقافة) السلامة وشروطها وتطبيقاتها ربما تكون غير حاضرة لدى بعض منا.. ولم نتلقها بصورة كافية في تعليمنا وإعلامنا.. ناهيك عن عدم حرصنا على تطبيق مبادئها بصورة كافية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات. وقد أشرت في مقال سابق بعنوان (سونامي المركبات) إلى أن هناك (قنابل موقوتة) تسير بشوارعنا تساهم في الفتك والقتل والتدمير.. وهذا يشمل صهاريج نقل الغاز والبنزين، ولكنني في هذه المساحة أخص قنابل ثابتة غير متحركة وهي محلات بيع الغاز ومحطات الوقود.. فلا أعرف كيف حال من يسكن بجوارها.. وهل يشعر براحة المنام والاستقرار في منزله أو وحدته السكنية وهو يجاور (دائرة الخطر) القابلة للاشتعال والانفجار.. وأتساءل هل حان الوقت للمخططين وصناع القرار إلى إعادة النظر في وضعها الحالي. وأن تكون في موقع جغرافي لا يحيط به مساكن (لاصقه) وأرى أن تكون (محطات البنزين) داخل المدن لها دور أحادي وهو تزويد المركبات بالوقود (البنزين والديزل) فقط وتكون الخدمات الأخرى في موقع مجاور لها حتى تكون الأضرار لا سمح الله أقل ضرراً في حالة الكارثة، وبالنسبة للغاز يكون في مواقع أحادية أيضاً لا يجاورها أي منشآت ومساكن لأن كارثة (الغاز) مدمرة ولا تقف في حدودها المكانية. وقد أحسنت لجنة الحج العليا صنعاً عندما منعت استعمال (وقود الغاز) في مشاعر الحج.. وهنا أهمس بصوت وطني لمسمع شركة الغاز الأهلية العزيزة (الموزع الحصري للغاز) بالمملكة التي ربما تكون (كارثة شرق الرياض) هي الأعنف في تاريخها التجاري.. أن تساهم في نشر الوعي الكامل عن خطورة هذا الوقود (الحيوي) وتتعاون مع الدفاع المدني إلى تقديم رسالة إعلامية مبسطة للمواطن والمقيم لزيادة جرعات الوعي.. وأن تواصل الكشف الدوري على أسطولها المتنقل بدقة متناهية وكذلك سائقي المركبات وتزويدهم بالدورات الخاصة بالسلامة كما تساهم في الكشف على (خزانات الغاز) في المنازل قبل التعبئة من خلال أجهزة حساسة حتى لا نفاجأ بكوارث على مستوى الأحياء.. إلى جانب إلزام محلات بيع اسطوانات الغاز (الموزعين) بتطبيق أنظمة عالية الجودة للكشف عن تسرب الغاز وتوفير وسائل السلامة العالية بما فيها مضخات المياه.. والبودرة التلقائية والعزل الحراري إضافة إلى الكشف الدوري على الاسطوانات (أنبوبة الغاز) والتأكد من سلامة المحبس والمنظم وأدعو إلى طرح تمديدات شبكة الغاز عبر أنابيب أرضية كما هو الحال في بعض الدول.. وأن تفريغ صهاريج البنزين (في محطات البنزين) هو الآخر يحتاج إلى ضوابط وأرى أن يكون في الصباح الباكر بعيداً عن زحمة المستفيدين من خدمة المكان وانخفاض حرارة الجو والحرص على إبعاد كل ما قد يكون عاملا مساعدا على حدوث انفجار حاوية أو مستودع الوقود. أكتب هذه الأمنيات وأنا أشاهد صورا حزينة لكارثة أشبعتنا ألماً وحزناً ومرارةً تلك هي فاجعة (شرق الرياض) اليت لا نملك إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة لضحايا هذا الكابوس الذي هز عاصمتنا الحبيبة.. ودعواتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين والجرحى.. وفي هذا المقام أقدم التهنئة الخالصة لمنسوبي الدفاع المدني وعلى رأسهم الفريق سعد التويجري وإلى هيئة الهلال الأحمر ورجال أمننا وحرسنا الوطني الذين كانوا في قلب الحدث متفاعلين واقتربوا من دائرة الخطر حماية لأرواح الفضوليين والمواطنين والمقيمين.. هذا وقد كشف هذا الحدث تفاعل شباب الوطن وحماسهم وتقديم أنفسهم متطوعين بالخدمة ومتبرعين بالدماء. حمانا الله من كل مكروه وإلى القاء. [email protected] - الرس