هاهم حجاج بيت الله الحرام قد أتموا - ولله الحمد - شعيرتهم المقدسة بكل يسر وطمأنينة وعافية، في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان تكلؤهم عناية الباري - عز وجل - في ظل ما وفّرته وهيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من إنجازات عظيمة ومرافق خدمية مختلفة تم تسخيرها لخدمتهم.. فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وفقه الله وأطال في عمره - هو من سهر على راحة ضيوف الرحمن من خلال إشرافه ومتابعته على تنقلاتهم بين المشاعر والاطمئنان على سلامتهم والعمل على توفير سبل الراحة لهم في ظل ما تهيأ لهم من إمكانات مادية وبشرية ومرافق خدمية تعمل على مدار الساعة التي تأتي في ظل الرعاية الكريمة التي يحظى بها جميع حجاج بيت الله والمعتمرين منه - أيده الله -. ولعلنا هنا نشير إلى أكبر توسعتين شهدهما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في التاريخ واللتان دشنهما ووضع حجر الأساس لهما خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى جانب التوسعة وعملية التنظيم التي شهدتهما المشاعر المقدسة في ظل ما توافر من مرافق خدمية تم تنفيذها وتوفيرها لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر وبخاصة تلك المتمثّلة بصحة الحاج من خلال المرافق الصحية المشتملة على المستشفيات الكبيرة والمطورة والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر والمدينتين المقدستين وهيئة الهلال الأحمر السعودي والخدمات الطبية بالقوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام التي تم تزويدها جميعها بأحدث الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية والفنية والإسعافية، إضافة إلى إقامة العديد من الجسور والأنفاق العملاقة والطرقات الفسيحة التي تم شقها وتعبيدها ووسائل النقل والمواصلات ومنها قطار المشاعر الذي أسهم في نقل الآلاف من الحجاج بين المشاعر ووسائل الاتصال المختلفة إلى جانب التموينات الغذائية والمياه الصحية التي تم توفيرها بكميات كبيرة.. فالقيادة الراشدة التي تقوم بمثل هذه الأعمال المباركة والجهود الجبارة دون كلل أو ملل أو تتبعها بمنة.. بل إنها تبتغي من وراء هذه الأعمال العظيمة الأجر والمثوبة من الباري - عز وجل -.. فهذا النهج السديد والمبارك هو ديدن قادة هذه البلاد الأجلاء العظام منذ عهد المؤسس الأول جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - ومروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً.. حتى هذا العهد الزاهر الذي يقوده إلى بر الأمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وفقه الله - الذي كانت ولا تزال له العديد من المبادرات المشرفة والمساعي الحميدة على الصعيد الخارجي وبخاصة تلك المتعلقة بشؤون العروبة والإسلام، فسرعان ما يبادر - وفقه الله - إلى مساندة إخواننا من العربالمسلمين ويمد يد العون لهم والوقوف إلى جانبهم في ملماتهم ويعمل على نصرة قضاياهم وتوحيد صفوفهم.. فعشت يا خادم البيتين أنت أيها الملك العادل الأمين عبد الله بن عبد العزيز لنصرة وعزة الإسلام والمسلمين.. ولا ننسى الدور الفاعل والمميز الذي قام به رجال القطاعات العسكرية مجتمعة في الحج للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن في ظل ما توافر لهم من إمكانات مادية وبشرية ومعدات وآليات متطورة.. علماء الدين ورجال الدعوة والإرشاد هم أيضاً كان لهم الدور الفاعل في توعية وإرشاد الحجاج وأيضاً رجال الكشافة كانت لهم إسهامات فاعلة في توجيه ومساعدة الحجاج إلى جانب العديد من الجهات الأخرى التي كانت لها المشاركة الفاعلة في إنجاح موسم الحج لهذا العام، فلهم منا جميعاً عظيم الشكر والامتنان.. ونستطيع القول إن كل ما قد يحتاج إليه الحاج من خدمات ومرافق وتسهيلات فقد تم توفيرها وتأمينها له في ظل حكومة عاملة عادلة أمينة يقودها ملك عظيم وسياسي محنك ذو قلب رحيم هو ذلكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله بنصر من عنده وسدد نحو الخير خطاه.. ونحن إذ نشهد ونلمس يا خادم الحرمين الشريفين هذه الرعاية الكريمة التي أوليتموها - أيدكم الله - لجميع ضيوف الرحمن لنسأله - جلَّ وعلا - أن يحفظكم وأن يمد في عمركم ويسبغ على مقامكم الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة الخير والبناء المباركة في بلادنا وأن يكتب كل ما قدمتموه أنت أيها القائد العظيم والراعي الأمين لهذه الأمة من أعمال مباركة قد سخرتموها - أيدكم الله - لخدمة ضيوف الرحمن ونصرة قضايا العرب والمسلمين في موازين حسناتكم وأن يوفق ويحفظ عضدك الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء ومكروه وأن يتقبّل من جميع الحجاج حجهم وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين مغفور لهم - إن شاء الله - فهو مولانا ونعم النصير. [email protected]