يقول الباري عز وجل في محكم تنزيله {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة صدق الله العظيم.. إن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله للتوسعة الشمالية والشمالية الغربية من الحرم المكي والذي تفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين أيده الله بيديه الكريمتين بوضع حجر الأساس لهذا المشروع العظيم في جمعة مباركة من جمع شهر رمضان المبارك يأتي في إطار الرعاية الكريمة التي يحظى بها ضيوف الرحمن منه أيده الله ليتسنى لهم تأدية شعائرهم المقدسة سواء في الحج أو العمرة أو الزيارة بل إن هذا المشروع العظيم يعد مكرمة من مكارم ملك الإنسانية وقائد الأمة لضيوف الرحمن في هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركة ليضاف إلى مكارم عدة من مشاريع عملاقة أمر ووجه بها يحفظه الله في إطار اهتماماته بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. وما شهدته من توسعة عظيمة ومرافق خدمية جليلة بما يكفل بإذن الله تعالى توفير سبل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار والتي أصبحت محط أنظار العالم الإسلامي في كافة بقاع الأرض وهو يحفظه الله الذي نذر نفسه لخدمة بيت الله العتيق والمدينتين المقدستين من خلال الأموال الطائلة التي تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن.. فالملك عبد الله بن عبد العزيز وهو القائد العظيم لهذه الأمة فقد سخر جل وقته وراحته من أجل سعادة المواطن ورفاهيته اللتين ينعم بهما المواطن السعودي والمقيم أينما كان موقعهما على خارطة بلادنا في ظل بحبوحة العيش تحت مظلة الأمن الوارفة والارتقاء بهذا الوطن العزيز على قلوبنا حتى أصبح شامخاً في طليعة دول العالم المتقدمة في ظل ما تحمله ميزانيات الخير والنماء المتتابعة والتي ساهمت في تحقيق ما يتطلع إليه المواطن من تطور في البناء وتوفير المشاريع والمرافق الخدمية في مختلف مجالات الحياة.. فقد شهد عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله نقلة عظيمة في التطوير والتحديث اللتين تمر بهما بلادنا في عهده الميمون إلى جانب الأعمال الإنسانية العظيمة الذي أمر ووجه بهما يحفظه الله على نفقته الخاصة.. كما لا ننسى الدور البارز الذي قام ويقوم به أيده الله تجاه قضايا وهموم الأشقاء من العرب والمسلمين وهو في هذا الصدد قدم الشيء الكثير والكبير دون كلل أو ملل أو أن يتبع ذلك بمنة ولعل آخرهاا وجه به يحفظه الله في هذه الليالي المباركة القيام بحملة تبرعات في عموم مناطق المملكة لإغاثة الأشقاء في الصومال في ظل ظروف صعبة من جراء المجاعة التي يعانون منها وقد كان للمملكة العربية السعودية مواقف مشرفة في العديد من المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية فقد وقفت وناصرت من خلالها العديد من القضايا العربية والإسلامية ومدت يد العون والمساعدة لها وهذا بلا شك نابع من إيمانها القوي بالله أولاً ثم لما تتمتع به من سياسة متزنة وحكيمة والتي تنتهجها المملكة في علاقاتها مع الدول منذ عهد المؤسس الأول جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا.. فالمكارم والأعمال الإنسانية والجهود المباركة والمساعي الحميدة تتوالى تباعاً لهذا الملك الأمين ذو القلب الرحيم وقد تجاوزت حدود الوطن.. فهذا هو الملك عبد الله بن عبد العزيز كما عهده الجميع دائماً قائداً محنكاً وملكاً عادلاً.. ونحن إذ نشهد اليوم مثل هذه الأعمال المباركة المتمثلة بالتوسعة العظيمة للمسجد الحرام لنسأل الباري عز وجل في هذه الليالي الفضيلة أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وأن يمد في أعمالهم ويسبغ عليهم الصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء المباركة وأن يكتب كل ما قاموا به من جهود مباركة وأعمال خيرة تجاه شعبهم وعروبتهم وإسلامهم في موازين حسناتهم وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء. [email protected]