أُسدل الستار أخيراً على أحدث (قضايا الاحتيال) و(استخدام معلومات داخلية) (للإثراء غير الشرعي) في وال ستريت، حيث أدانت (المحكمة الاتحادية) في نيويورك الأسبوع الماضي (رجل الأعمال) و(المستثمر الشهير) راجات غوبتا - صاحب السجل المهني والاستثماري الحافل جداً لأول هندي وأول شخص غير أمريكي يرأس شركة (ماكينزي للاستشارات)، و(عضو مجلس إدارة لأهم الشركات) الأمريكية (المدرجة في بورصة نيويورك) وصديق مقرب (لرموز سياسية كبيرة)، وتقلَّد مناصب دولية في الأممالمتحدة إبان عهد صديقة كوفي أنان (الأمين العام السابق للأمم المتحدة)، ورئيس مجلس أعضاء (جامعة هارفرد) والعديد من الجامعات والكثير من (الأعمال الاجتماعية) و(المبادرات الخيرية)، ولم ينفعه كل ذلك عندما قبض عليه أفراد (الشرطة الفيدرالية). (رغم كل ذلك)، أدانت (المحكمة الاتحادية) عضو مجلس إدارة (قولدمان ساكس) بسبب استفادته من (معلومات داخلية) في (تداول أسهم الشركة)، حيث استخدام غوبتا مع (شركاء) معلومات في (مجلس الإدارة) عن قيام (المستثمر والملياردير) وارن بوفيت بضخ (5 مليارات دولار) في قولدمان ساكس، وإن كانت التقارير الأخيرة تتحدث عن حوالي 900 ألف دولار استفادة غوبتا المادية من تلك الصفقة، إلا أن تقارير وال ستريت تتحدث عن 17 مليون دولار القيمة الكاملة لاستفادة (شركة الاستثمار) التي أسسها غوبتا مع (شركاء آخرين).. وكانت النهاية (بحكم بالسجن) لمدة سنتين وغرامة 5 ملايين دولار. والأكيد أن القضية تحمل تفاصيل كثيرة ومثيرة، تجعل منها قصة كتاب وليس عنوان مقال، ولكني أعتقد أن القضية تجعلنا نفكر كثيراً في قضايا الفساد المالي والإداري الذي صاحبَ الأزمة المالية العالمية.. وماذا كانت نتيجة التفكير؟.. كذلك فإن في هذا المقال أهم المفردات اللغوية التي تتشابه بين قضية غوبتا المعلنة وقضايا فساد مالي وإداري في المنظر المالي المحلي. ولذلك فإن كل مفردة من تلك المفردات تُمثّل حالة مستقلة للمقارنة في التشابه والاختلاف وتقود إلى مساحات واسعة من التفكير والتحليل، وبلا شك أن هناك نتائج للاستنتاج.. وكفى. [email protected]