شكَّل إغلاق الحجز على الخطوط الجوية والحديدية وكذلك حافلات النقل الجماعي ليلة العيد منذ وقت مبكر إلى انتعاش سوق السيارات الخصوصي (الكدادة) بشكل كبير, مما جعلهم يستغلون الوضع في رفع أسعار النقل بين مدن المملكة, حيث وصلت أجرة النقل من الدمام إلى الرياض إلى 120 ريالاً بدلاً من 60 ريالاً. وقال الشاب سالم القرني إنه حاول السفر عبر وسائل النقل المختلفة من الدمام للرياض لكنه للأسف لا توجد حجوزات بالكامل مما اضطره للجوء إلى الكدادة على الرغم من الملاحظات عليهم. فيما امتنع أبو أحمد مقيم سوداني عن الركوب مع الكدادة لعدم الراحة وعدم الأمان بسبب السرعة الجنونية, ناهيك عن التدخين في داخل المركبة بكثرة إلى درجة اختناق الركاب مع عدم الوقوف بتاتاً في أي من المحطات على الطريق, والبعض منهم لا تستطيع الحديث معه أو تعترض على سرعته التي تصل أحيانا إلى 220 كم في الساعة، ويتم قطع المسافة بين الرياضوالدمام خلال ساعتين ونصف الساعة. وعند سؤالنا لأحد السائقين من الكدادة الذي رفض ذكر اسمه عن رفع الأسعار، أشار إلى أن ليلة العيد لها ظروفها الخاصة التي يتغيب فيها أكثرنا عن أهاليهم بالعيد لتوفير لقمة العيش لهم في ظل الغياب لفترات طويلة. وقال سائق آخر نوفر للركاب ميزات خاصة لا يجدونها بالحافلات حيث السيارة الفارهة والمراكب المريحة والتكييف البارد وغيرها, فرفع الأسعار له مقابل وليس استغلال الوضع, وتُعد ليلة العيد فرصة تعويض بعض خسائرنا بالأيام الفائتة, لذا فإن أيام العيد المبارك تُعتبر فرصة ثمينة لا تتكرر إلا مرتين بالسنة. من جانب أخر ذكر شداد الحمادي مختص في السفر والسياحة أن من أسباب عدم توفر حجوزات كثرة المسافرين مع قلة الرحلات الجوية والحديدية والنقل الجماعي التي يجب أن تُعد لها خطة بهذا الموسم, مضيفاً أن فترة الأعمال في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة تتوقف بسبب الإجازة إلا ما يلزم عملها 24 ساعة, كما أن هناك العديد من الجاليات تقوم بالتنقل خلال إجازة العيد للمشاركة الإيمانية والاجتماعية مع أقاربهم أو أصدقائهم الذين لا توجد فرصة للاجتماع معهم سوى مثل هذه الإجازات.