كان لي الشرف ان تعرفت منذ أسابيع على برنامج عربي إسلامي إنساني من الطراز الأول، أدهشني هذا البرنامج لعدة أسباب سوف اذكرها لاحقا، انه برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز (رسل السلام) وبعيدا عن التملق والإطراء فالكل يعرف إن الملك عبد الله لا ينقصه ملك ولاجاه ولا يحتاج إلى دعاية أو تحسين صورته أمام أحد فلديه من كل ذلك ما يكفيه، لكن إيمانه بان صورة مجتمعاتنا قد لوثت نتيجة ممارسات خاطئة قام بها بعض من أبناء جلدتنا أو لجهل بثقافتنا ودورنا الإنساني عبر التاريخ المهم ان صورتنا التي رسخت في الذاكرة المجتمعية للعالم لها أشكال متعددة جميعها سلبي، أهمها ان العرب والمسلمين إرهابيون أفكارهم منغلقة مبذرون أموالهم محدودو التفكير لا توجد لديهم مبادرات ذاتية وغيرها من الصور السلبية، فأراد ان يعيد الصورة الحقيقية للإنسان العربي المسلم الصورة المشرقة المليئة بالأمل والسلام فتبنى مشروعا رائدا هو برنامج الملك عبد الله رسل السلام. ان هذا البرنامج أو الرسالة يحمل في طياته هدفا عظيما ليس للفرد ولكن للأمة يتمثل بأننا رسل سلام وان هذه المنطقة انطلقت منها رسالة هي رسالة السلام للعالم وان رسالتنا تتعدى الأطر المحلية والحدود الإقليمية وتتعدى الأفكار والأجناس والأديان. أما ان تكون الرسالة عبر الكشافة فهذا موضوع آخر فالشباب هو الذخيرة الإنسانية المستهدف بأفكاره من كل حدب وصوب هو الأحوج نفسه لهذه الرسالة، كما ان تغيير المفاهيم حول المجتمعات لا يمكن ان يتم إلا بغرس مفاهيم وقيم أخرى وهذا مربط آخر للفرس، فمن غير الشباب قادر على ذلك اليوم وبالتالي يكون نفسه الهدف والمستهدف والمنفذ انه حقاً عمل متعدد الأغراض والأهداف مدروس بعناية. ملايين الشباب حول العالم من الأرجنتين إسبانياالسويد إفريقيا إندونيسيا وجنوب شرق آسيا وغيرها يعرفون برنامج الملك عبد الله لرسل السلام بل يحملون الرسالة وشعارها في مخيماتهم وخلواتهم وبرامجهم الاجتماعية المتعددة بل أصبحت أحد شعاراتهم التي يفاخرون بها، إنها حقاً رسالة عظيمة استطاع المخططون لها التقاط اللحظة والفكرة وسمو الهدف. كم نحن بحاجة إلى أعمال غير مكلفة كثيراً لكن آثارها الفكرية على الفرد والمجتمع والإنسانية عظيم انها رسالة السلام التي نحتاج إليها ويحتاجها العالم، فهنيئا لسمو الأمير فيصل بن عبد الله هذا البرنامج بل هنيئا لنا جميعا لأننا نحتاج ليس فقط للسلام بل أيضاً إلى تحسين صورتنا في التفكير الجمعي لدي المجتمعات الأخرى بكل أصقاع المعمورة. (*) الخبير بمكتب التربية العربي لدول الخليج