مازالت عصابة سرقة السيَّارات بعنيزة محورًا أساسيًا لأحاديث المجتمع والمنتديات ومجالس المحافظة خاصة فيما يتعلّق بتعاون مجموعة من العمالة الوافدة ومواطن لتسهيل مهمة العصابة في تصريف المسروقات وبيعها بأسعار منخفضة ومحاولة التمويه وخداع رجال الأمن بأساليب إجراميَّة (مبتكرة) ولكن ظلت تلك الأساليب عاجزة عن مخادعة رجال الأمن من ضباط وأفراد البحث الجنائي في شرطة عنيزة، وكان حديث الناطق الإعلامي في شرطة القصيم العقيد فهد الهبدان كاشفًا عن تلك الجريمة حيث أوضح أن رجال التحرِّيات والبحث الجنائي في شرطة عنيزة تمكنوا من القبض على وافدين سوريين بعد قيامهما بسرقة سَيَّارَة من نوع جيب تويوتا ذات موديل حديث من مدينة الرياض وتفكيك جميع أجزائها الرئيسة والثانويَّة وقيامهم بشراء سَيَّارَة من نفس النوع موديل 2011 تعرَّضت لتلفيات وتسجيلها باسم سعودي دون أن يَتمَّلكها للتمويه فقط ونقل جميع الأجزاء الصَّالحة إلى السَيَّارَة المسروقة بهدف تغيير موديلها إلى 2011 لإبعاد الشبهة عن السَيَّارَة ومحاولة إخفاء معالم السَيَّارَة المسروقة عن رجل الأمن ووضعها في أحد الورش الصناعيَّة بالمحافظة من دون أوراق رسميَّة من قبل عمالة متعاونة من نفس الجنسيَّة لنقل القطع إليها. وأضاف أن ضباط وأفراد التحرِّيات والبحث الجنائي استطاعوا القبض على الجناة متلبسين بجرمهم بعد كمين استمر أكثر من ثلاثة أيام، كما تَمَّ القبض على العاملين بالورشة والمواطن السعودي المتعاون بتسجيل السَيَّارَة بإسمه ومقرًا بعمليَّة شراء السَيَّارَة التالفة دون تملكها. «الجزيرة» تَمكَّنت وبمصادرها الخاصَّة من كشف تفاصيل جديدة حول العصابة حيث إن رئيس العصابة يُعدُّ من المجرمين المتمرسين في عالم الجريمة ويقيم في عنيزة منذ سنوات وهو من الجنسيَّة السوريَّة وأنه كان واثقًا من خطواته التي رسمها لتصريف المسروقات والدليل أنه جاء إلى الورشة لتسلّم السَيَّارَة المسروقة بثقة تامة وحاول مقاومة رجال الأمن بإثبات أنه بريء، ولكنَّه عجز عن ذلك حيث إن كمين رجال التحرِّيات والبحث الجنائي كان متقنًا للغايَّة ولم يتمكن من المراوغة، فيما عثر في هاتفه الجوال على مقاطع وصور فاضحة لفتيات ونساء أثناء تنظيمه لسهرات ماجنة معهن، كما كشفت مصادر «الجزيرة» أن المواطن السعودي الذي سجّلت السَيَّارَة التالفة باسمه استلم مقابل ذلك 1500 ريال فقط، وعدّ مشاركًا ومتعاونًا مع العصابة، كما أن الورشة التي أدخلت فيها السَيَّارَة التالفة وافق العاملون فيها بأن يستقبلوها دون أوراق رسميَّة من إدارة المرور وهذه مخالفة أمنيَّة أوضحت أن العمالة الوافدة تتعاون فيما بينها لمخالفة الأنظمة الأمنيَّة دون حسيب ولا رقيب. المواطنون أكَّدوا أن المنطقة الصناعيَّة بعنيزة تعاني من عمليات تستر كبيرة في مختلف الورش التي تديرها عمالة وافدة تعبث بالأنظمة وتخالفها في رابعة النهار دون خوف أو احترام لنظام العمل في البلاد، كما أن مواطنين ضعفاء النُّفوس ومن أجل مال بخس منحوا الفرصة لتلك العمالة لممارسة جميع أنواع السلوكيات الخاطئة والقيام بمخالفات صريحة في ظلِّ قصور متابعة أمنيَّة لتلك المنطقة التي تعج بآلاف من العمالة من مختلف الجنسيات.