يحكي (أهل مصر) صباح العيد من باب المداعبة قصة (بخيل) قرَّر أن يذبح أضحيته عند (الجزار)، فكان يقف على رأسها وهو يقول: سيبلي نص الخروف والنص التاني اعمله (كباب)! واسلخ الراس لنتخذه طعاماً (للشوربة)! أما الرجلان فنظفها فهي (الكوارع)! والجلد ما تخدوش حنعمل منه (جاعد)! أم الكرش والمصارين ففرغها واعملها (جدايل)! وما حتوته يمكن أن نسمد به الأرض! والعظم لا ترميه للكلب! في نهاية المطاف قال له الجزار: ألم تسجل صوت (الخروف) عشان تعمل منه (رنات لموبايلك)؟! فتحسر الرجل وخصم على الجزار (نصف أجرته) لأنه لم ينبهه لذلك! صباحكم عيد، وقبل أن يصاب أي منا (بتخمة اللحمة)، لنتذكر أن من بيننا من هم أبخل من (صاحب الخروف)؟! فالبخلاء في مثل هذا اليوم أنواع، منهم بخلاء الأقارب: وهو الذي يقصّر بتهنئته وصلته (لأقاربه) فتجده أحرص الناس على (تهنئة مديره) أو زميله في العمل، بينما نسي أرحامه وأقاربه، وكأن العيد يخضع (لفلسفة المصالح) بينما هو من الأيام القلائل (المتفردة) في التسامح ونقاء السريرة وعودة البشر لطبيعتهم وفطرتهم السليمة! جيران لكن (بخلاء)! يتناقل السائقون والخدم بينهم (أكياس اللحم)، وكأنه تبادل (أشلاء) حرب؟! دون أن يتم بينهم أي (تواصل)، فتسمع صوت (الأم) يزمجر: يا ميري أشفيه جيب (كتف)؟! يله شيل ثاني (رجل) ودي بيت! (إهداء اللحم) ليس معياراً (للحب في العيد) يا جماعة الخير، القضية أسمى من كذا بكثير! الطامة الكبرى هي في (الغاضبين) في مجالس العيد! ما الذنب الذي ارتكبته حتى تقابلني أنا وأطفالي (صباح العيد) بثوب مليء (بالدم)؟ وبيدك (ساطور)؟ وتطرد أنفاسك وكأنك للتو أنهيت مارثون (10آلاف متر)؟! ألا يوجد لديك ثوب خاص (بالعيد) يا بخيل تقابلنا به؟! بل إن الأدهى والأمر هو (رؤية) الأطفال للمجزرة والمعركة الدائرة بين (الخروف وصاحبه) غير المحترف في (الذبح والسلخ)! والذي بخل بدفع (أجرة الجزار) فما أكثر (مهايطية العيد) الذين سيتركون أثراً غير جيد في (مخيلة الطفل) بدل تعليمه عظم الشعيرة، والهدف من إراقة الدم! ابتسم في وجه من تقابله، هلّل وكبّر، واحذر أن تكون من (بخلاء العيد) حتى بمشاعرك! وعيدكم مبارك، وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]