استمرت الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية ليل الاثنين الثلاثاء في ثاني ليلة من القتال بين مسلحين سنة وعلويين يؤيدون طرفي الصراع في الحرب الدائرة في سوريا، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين، حسبما ذكر مصدر عسكري في لبنان أمس الثلاثاء. وفي العاصمة بيروت خفت حدة التوترات بعد أن انتشرت القوات في أنحاء المدينة لإخلاء الشوارع من المسلحين الذين اشتبكوا ليل الأحد. وتصاعد العنف بعد اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوات الأمن الداخلي بلبنان والمعارض للقيادة السورية في هجوم في وسط بيروت يوم الجمعة. وأشعل الهجوم أزمة سياسية مع مطالبة المعارضة باستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الموالية في أغلبها لدمشق. ودار القتال في طرابلس بين حي باب التبانة وهو معقل للسنة وحي جبل محسن الذي يسكنه العلويون. وقال مصدر عسكري طبي لرويترز إن ثلاثة من السنة وعلويا واحدا قتلوا وأصيب 15 آخرون. وقال سكان إن المقاتلين تبادلوا إطلاق نيران الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. ويتهم ساسة معارضون سوريا بأنها وراء قتل اللواء الحسن الذي كان يعمل على الحد من النفوذ السوري في لبنان. بدورها، أعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس الثلاثاء لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن تخوفها على استقرار لبنان. وجاءت تصريحات أشتون خلال لقائها ميقاتي أمس الثلاثاء بعد وصولها إلى بيروت. وقال بيان صادر عن مكتب ميقاتي إنه في خلال اللقاء «قالت إن التفجير الذي حصل أمر رهيب، ونحن متخوفون على استقرار لبنان». وأضافت أشتون بحسب البيان، أن «البعض يسعى إلى تحييد الأنظار عن الوضع في المنطقة بافتعال مشكلات في لبنان». وأبلغت آشتون رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعم الاتحاد الأوروبي لاستمرار عمل المؤسسات في لبنان وتجنب الفراغ. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الأمريكية مساء الاثنين أنه من المنتظر أن يساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في التحقيقات التي تجري في لبنان للكشف عن ملابسات التفجير الذي وقع في حي الأشرفية شرقي بيروت يوم الجمعة الماضية وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم اللواء وسام الحسن، حسبما ذكر مارك تونر المتحدث باسم الخارجية.