يشارك باراك أوباما وميت رومني اليوم الاثنين في آخر مناظرة متلفزة بينهما مخصصة هذه المرة للسياسة الخارجية وهو مجال يسعى المرشح الجمهوري فيه للتصدي لحصيلة الرئيس المنتهية ولايته آخذا عليه بشكل خاص هجوم بنغازي بشرق ليبيا. وقد يدخل تطور أخير في صلب هذه المناظرة مع موافقة إيران على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدة حول برنامجها النووي كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت. لكن واشنطن نفت هذه المعلومات. وقبل 15 يوما من الاستحقاق الانتخابي في السادس من تشرين الثاني-نوفمبر المقبل، سيتواجه أوباما ورومني اللذان لا يزالان متقاربين في استطلاعات الرأي، في جامعة في بوكا ريتون بولاية فلوريدا (جنوب شرق) في إطار ثالث مناظرة بينهما هذا الشهر. وكان الرئيس أخفق في أدائه في المناظرة الأولى قبل أن يحسن وضعه الثلاثاء الماضي أثناء المناظرة الثانية. وخلافا للاقتصاد لا تعتبر السياسة الخارجية عاملا حاسما في خيار الناخبين الأميركيين إلا في وضع خطير، كما حصل مع جيمي كارتر في 1980، أثناء أزمة الرهائن الاميركيين الطويلة في إيران. وتوقع جوستان فاييس صاحب كتاب «باراك أوباما وسياسته الخارجية» من مؤسسة بروكينغز للأبحاث أن يركز أوباما اليوم الاثنين على الدور «المعطى له بشكل تلقائي: فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وقد أمر بالغارة على بن لادن وضربات الطائرات بدون طيار على (الإمام اليمني أنور) العولقي وآلاف آخرين» من المشتبه بانتمائهم إلى الشبكة المتطرفة». ومنذ بدء الحملة الانتخابية يسعى رومني إلى تشويه هذه الصورة خصوصا بمهاجمة استراتيجية الإدارة الديموقراطية في الملف الإيراني. وأصبح رومني فجأة يسلك طريقا يمكنه من الانتصار في المعركة المحتدمة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وصولا للبيت الأبيض. لكن أوباما ما زالت له اليد العليا فيما يبدو في المعركة التي تدور في كل ولاية ليحصل على 270 صوتا من المجمع الانتخابي وهو العدد اللازم للفوز بالرئاسة في الانتخابات التي تجرى في السادس من نوفمبر. لكن صعود رومني في الآونة الأخيرة في استطلاعات الرأي بعد أدائه القوي في أول مناظرة مع أوباما في الثالث من أكتوبر دفع المرشح الجمهوري إلى المقدمة أو إلى مسافة قريبة في عدد كاف من الولايات بشكل يمنحه فرصة معقولة للتغلب على أوباما في المعركة النهائية. ويظهر متوسط استطلاعات ريل كلير بولوتيكس تقدم أوباما بأربع نقاط مئوية على الأقل في ولايات تمثل 237 صوتا بالمجمع الانتخابي في حين تقدم رومني في ولايات تمثل 206 أصوات بالمجمع الانتخابي. وبهذا يتبقي ثماني ولايات لم تحسم أمرها تساوي 95 صوتا بالمجمع الانتخابي, كان أوباما قد فاز بها جميعا في انتخابات 2008 وهي كولورادو وفلوريدا وأيوا ونيفادا ونيوهامبشير وأوهايو وفرجينيا وويسكونسن.