أقامت أحدية نادي أدبي تبوك محاضرة محاضرة بعنوان «تحويل الأسلوب وأثرة في العلامة الإعرابية» للدكتور خالد العجارمة، تناولت الظاهرة النحوية حسب منهج النحويين، وتحدث فيها عن تبيّن الأثر الذي تركه التحول في أسلوب المتكلم في بناء التركيب اللغوي ودلالته بعيداً عن نظرية العامل وعن الإسناد. وقدم هذه الدراسة التي تفسر من خلال «التحويلات الأسلوبية» كثيراً من التحويلات في الإعراب، إذ إن كلَ أسلوب ينفعل فيه المتكلم يتأثر بهذا الانفعال فينتقل بين الخبر والإنشاء تاركاً أثره على الحركة الإعرابية التي تظهر على التركيب، ممثلاً في ذلك بقوله تعالى: «وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ».. وقال: «لقد توقف كثير من النحويين عند لفظة (حمالة) بالنصب، إذ قرأها بعض القراء بالرفع على الإخبار، ومنهم من قرأها بالنصب على الذم، ومن الملاحظ في هذا الأثر الذي يتركه التحول من الخبر إلى الإنشاء، فيمكن تفسير حالة النصب بالتحول الأسلوبي».. وأضاف العجارمة: «تنبه نحاة العربية إلى قضية التحول من بنية إلى أخرى، وأدركوا الأثر الذي يتركه هذا التحول، إلا أنهم لم يفسروا عليه الحالات الإعرابية، ولم يفردوا له باباً خاصاً في كتبهم حسب مفهومهم له».. ثم تطرق إلى علم الأسلوب الذي عبر عنه على أنه من أهم الجسور التي تربط بين علم اللغة وعلم الأدب، وقال: «علماء اللغة والأدب قادرون على دراسة التعبير، ومهمتهم أن يمدوا الجسور بين النقد وعلم اللغة عن طريق علة الأسلوب».. ثم تناول أسلوبي الخبر والإنشاء، والتحويل الحاصل بينهما، إذ يحول المتكلم في أسلوبه عند الحاجة، فقد يكون أسلوبه الأول إخبارياً فيحوله إلى أسلوب إنشائي كالنداء والاستفهام والتحذير وغيرها. وقال: «لابد من تعريف كلٍّ من الخبر والإنشاء، فالخبر عند البلاغيين «ما يصح أن يقال لقائله أنه صادق فيه أو كاذب. فإن كان الكلام مطابقاً للواقع كان قائله صادقاً، وإن كان غير مطابق له كان قائله كاذباً.. والإنشاء عند البلاغيين «هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب لذاته، وذلك لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به وجود خارجي يطابقه أو لا يطابقه». ثم قسم العجارمة الأسلوب الإنشائي إلى قسمين: إنشاء طلبي وإنشاء غير طلبي، والإنشاء الطلبي «ما يستلزم مطلوباً ليس حاصلاً وقت الطلب، ومنه أفعال المقاربة وأفعال التعجب والمدح والذم وصيغ العقود والقسم ونحو ذلك. ثم بعد ذلك توالت المداخلات من الحضور.