الشيخ فهد بن سالم السولو أحد الشخصيات خُلقاً وديناً، بل إنه أحد الرواة القلائل للشعر والأدب والقصص الشعبي غيَّبه الموت فجر يوم الخميس 18-11-1433ه وأُقيمت الصلاة عليه يوم الجمعة في جامع الراجحي. كنت أطرب لسماع قصصه التي يرويها من بعض رجالات القصيم وأخبار العقيلات التي ينفرد بكثير منها.. وهو كذلك راوية متميز للشعر الشعبي يحسن سرده ويتقن إلقاءه. كيف لا وخاله هو الشاعر المعروف محمد بن عبد الله العوني، حيث كان العوني يتصدر مجالس الحكام بشعره وروايته وقصصه التي بهرت حكام الجزيرة العربية آنذاك، وكانت له طريقته الخاصة في مجالسه التي يتصدرها. لقد حمل فهد السولو من صفات خاله العوني الكثير خصوصاً في اهتمامه بالشعر والرواية وأخبار الرجال وقصص الأبطال وحكاياتهم. كان له مجلس معروف صباح كل خميس حيث يقدم الإفطار لضيوفه كل أسبوع محتفياً بهم بكل أريحية وخُلق مجللاً ذلكم المجلس بتلك القصص والأخبار. ولطالما أنِست شخصياً بذلك المجلس الذي يحضره عدد من محبيه وأصدقائه من هواة القصص والأشعار والأخبار والحكايات الشعبية. لقد عاش - رحمه الله - عفيفاً عزيزاً ومضرب المثل في دماثة خلقه وحسن بشاشته تقرأ في عينيه حكاية الزمن والتاريخ وتستمع من لسانه إلى القصة تنهمر كالمطر في تتابعه والدرر في حسن اختياره لها. أما احترامه للآخرين وحسن تعامله مع الناس فهو يُمثل جيلاً فريداً في ذلك يحدب على الصغير ويوقر الكبير. ولطالما استفدت من تجاربه وأخباره عن بعض المواقف التي تعرَّض لها شخصياً أو ممن سمع منهم. وإذا كان من مرثية فهي بعض من الأبيات التي قالها خاله الشاعر المعروف محمد العوني في صديقه الغالي عبد العزيز المهنا أبا الخيل - رحمه الله - حيث قال: الله عسى مزن نشا من سحابه يا عنك قلبي ما سلا عن اترابه يمطر على قبر ورا الطعس من غاد بالحلم هو والعلم ناصيه رواد رحمَ الله أبا خالد فقد عاش معنا ملء السمع والبصر وفقدناه فجأة فكان وقع ذلك صعباً ومصابه جللاً. سائلاً الله أن يبارك في عقبه وأن يغفر له إنه سميع مجيب. [email protected] فاكس: 014645999