التحول الراهن في المشهد الاجتماعي من حيث إمكان الفرد أن يعبر عن موقفه من أي حدث، أو خبر, أو ظاهرة، أو موقف، فيه صحة لعافية الوطن..., في ضوء أن الوطن للجميع،.. ما يتحقق له من مكاسب فللجميع، وما يعترضه من خسائر فإنها تمس الجميع.. ذلك لأن المجاهرة، والمبادرة.., كثيراً ما تدرآن مفسدة.., أو تجلبان مصلحة.. والوطن فوق كل اعتبار, بكل ما له من اعتبار.., وقيمة.., وأولوية..!.. غير أن الملاحظ في أساليب النقد.., والمكاشفة.., والمواجهة هو تركيزها بشكل عام على الأشخاص.., والتعميم، والتجريح، وعدم إيجاد الحلول، وبث الفرقة، وشيوع روح التنابز، والتباغض, وكأن كل متحدث لا يرى إلا من سم مشكلته، ونافذة قضيته، وباب تطلعاته.. بينما هكذا تُنقضُّ خرائب البيوت الصغيرة الخاصة، وتُبنى على رأي ساكنيها، أما الأوطان فيُنظر لمشكلاتها من زوايا أوسع.., وجوانب أشمل.., وأبواب تتسع لكل أفرادها.., بمعنى أن شؤون الأوطان هي قضايا، بحجم أدوارها.., وعدد سكانها.., وأهداف بنائها..، وطموحات الحياة فيها.. لأن الأوطان لا تصبح جنانا.., وجنات ما لم يحرثها.., ويزرعها.., ويسقيها.., ويرعاها.., ويمدها.., ويحميها كل عضو في جسدها..، لذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم للمسلم حرام دمه..»، وقال إن المؤمن للمؤمن كالعضو في الجسد..».. هذا الجسد هو الوطن الذي تقل أرضه.., تتسع للكل.., وتنمو بالواحد.., كل ما يقدمه الجميع للجميع، وكل ما ينجزه الفرد فله..,.. أن يحمل كل فرد هوية وطنه.., هذا هو الحد الأدنى للمواطنة،.. وأن ينضوي الجميع تحت شعار الوطن، فهذا هو المتسع الأكبر للانتماء.. فليتهم يمنحون مكاسب التحولات, ومتاحاتها للتعمير, وإعادة بناء الأنقاض, بدءًا بكل فضاء للأنفاس، وحتى متكآت النوم.., والراحة.. والتفكير..! دعونا نتضافر فنرقى بمعاولنا.., ونسمو بأساليبنا، ونصفو بعجيننا.., وتكون أفراننا لإنضاج أرغفتنا, لا لحرق جلودنا..! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855